منتدى الإسلام خاتم الأديان ISLM
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دخول

لقد نسيت كلمة السر

المواضيع الأخيرة
» بالفيديو .. بداية نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم
حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته Emptyالثلاثاء يناير 14, 2014 5:51 am من طرف علاء سعد حميده

» بالفيديو ضوابط دراسة السيرة النبوية العطرة
حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته Emptyالخميس نوفمبر 07, 2013 7:46 pm من طرف علاء سعد حميده

» تعليم الصلاة بطريقة بسيطة
حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته Emptyالجمعة نوفمبر 30, 2012 1:31 pm من طرف Admin

» بعض معجزات النبى صلى الله عليه وسلم
حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته Emptyالسبت أكتوبر 27, 2012 3:46 pm من طرف Admin

» مبشرات ميلاد النبى صلى الله عليه وسلم
حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته Emptyالسبت أكتوبر 27, 2012 3:14 pm من طرف Admin

» حياة الرسول صلى الله علية وسلم بعد فتح مكه
حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته Emptyالسبت أكتوبر 27, 2012 2:17 pm من طرف Admin

» حياة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة
حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته Emptyالسبت أكتوبر 27, 2012 2:05 pm من طرف Admin

» حياة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة
حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته Emptyالسبت أكتوبر 27, 2012 1:08 pm من طرف Admin

» الإعجاز العلمى فى السنة النبوية
حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته Emptyالسبت أكتوبر 27, 2012 12:40 pm من طرف Admin

تواصل معنا

الأربعاء أكتوبر 03, 2012 2:22 pm من طرف Admin

تعاليق: 0

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
Admin
حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته Vote_rcap2حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته Voting_bar2حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته Vote_lcap2 
علاء سعد حميده
حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته Vote_rcap2حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته Voting_bar2حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته Vote_lcap2 
ياسر المتولى
حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته Vote_rcap2حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته Voting_bar2حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته Vote_lcap2 

سحابة الكلمات الدلالية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى الإسلام خاتم الأديان ISLM على موقع حفض الصفحات

تصويت
تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 


بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته

اذهب الى الأسفل

حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته Empty حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته

مُساهمة من طرف Admin السبت أكتوبر 06, 2012 11:48 am

حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته





يحيى بن موسى الزهراني

إمام الجامع الكبير بتبوك



بسم الله الرحمن الرحيم

فقبل الشروع في حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته ، يحسن بنا أن نتطرق إلى بعض الأمور التي قد يغفل عنها كثير من المسلمين ، وهي مما يتعلق به عليه الصلاة والسلام ، والتي ينبغي على المكلف معرفتها والاهتمام بها حتى يعرف حق نبيه صلى الله عليه وسلم ، عليه ومن هذه الأمور :



أولاً : نسبه صلى الله عليه وسلم ، :

ذكر ذلك بن القيم في زاد المعاد فقال : [ فهو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كِلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركه بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ] ، وقال رحمه الله إلى هاهنا معلوم الصحة متفق عليه بين النسابين ولا خلاف فيه البتة ، ومافوق عدنان مختلف فيه ولاخلاف بينهم أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام ] انتهى .



ثانياً : مولده صلى الله عليه وسلم ، :

ولد عليه الصلاة والسلام يوم الاثنين الثاني عشر ربيع الأول عام الفيل

قال أبو قتادة الأنصاري : سأل رجل أعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فقال : ما تقول في صوم يوم الاثنين ؟ قال : [ ذاك يوم ولدت فيه ، وفيه أوحي إلي ] ( مسلم ) .

وعن قيس بن مخرمة بن عبد المطلب ، قال : ولدت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ،عام الفيل ] ( الترمذي وإسناده حسن ) انظر سير أعلام النبلاء 1/33 .



ثالثاً : أسمائه صلى الله عليه وسلم ، :

عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسل ميقول : [ إن لي أسماءً : أن محمد ، وأنا أحمد ، وأن الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأن الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأن العاقب ] ( متفق عليه ) ، وجاء أيضاً : [ أن محمد ، وأن أحمد ، وأن الحاشر ، وأنا الماحي ، والختم ، والعاقب ] ( وإسناده قوي ) ، وجاء أيضاً : [ أن أحمد ، ومحمد ، والمقفي ، والحاشر ، ونبي الرحمة ، ونبي الملحمة ] .

وعن أبي موسى الأشعري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يسمي لنا نفسه أسماءً فقال : [ أنا محمد ، وأحمد ، والحاشر ، والمقفي ، ونبي التوبة ، والملحمة ] ( مسلم ) .

وكنيته صلى الله عليه وسلم ، أبا القاسم ، وهذا مما تواتر عليه ، ونهي عليه الصلاة والسلام من التكني بكنيته ، وحث على التسمي باسمه ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ،: [ تسموا باسمي ، ولا تكنوا بكنيتي ] ( متفق عليه ) انظر السير 1/38/39/40 .



رابعاً : بشريته صلى الله عليه وسلم ، :

فهو صلى الله عليه وسلم ، بشر مثل بقية البشر قال تعالى : [ قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً ] ( الإسراء 93) ، وقال تعالى : [ محمد رسول الله .....] ( الفتح29 ) وقال صلى الله عليه وسلم ،: (( إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي )) [ متفق عليه ] ، وهي دلالة على أن محمداً صلى الله عليه وسلم ، رسول الله إلى الناس كافة بل إلى الثقلين ـ الجن والإنس ـ وقال الله جل وعلا: [ شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذين أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى ..] ( الشورى13 ) والمذكورون في هذه الآية هم أولو العزم من الرسل فهم بشر ولكن الله أكرمهم بالرسالة وغفر لهم جميعاً ، وقال الله جل وعلا : [ إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب .] ( آل عمران59 ) ، فهذه الآيات تدل دلالة قاطعة لاشك فيها أن الأنبياء بشر والله هو خالقهم ، ولكنه اصطفاهم برسالاته عن بقية البشر، فلا يُعبدون من دون الله ويحرم الغلو فيهم أو التوسل بهم بعد موتهم ، لأن ذلك من الشرك الأكبر المنافي للتوحيد والمخرج من ملة الإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، من أولئك الأنبياء الذين بعثهم الله عز وجل للعباد مبشرين ومنذرين قال تعالى: [ وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ] ( آل عمران144 ) ، فلا يجوز الغلو فيه أو التوسل به بعد موته أو طلب العون أو المدد منه ، فإنه بشر مثل كل البشر فقد قال صلى الله عليه وسلم ،: (( سددوا وقاربوا وأبشروا فإنه لن يدخل الجنة أحداً عمله ، قالوا : ولا أنت يارسول الله ، قال : ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله منه برحمة )) [ البخاري ومسلم ] .

فمن ذلك عُلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ، بشر ولد وعاش ومات ، قال تعالى : [ وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أوقتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ] ( آل عمران144 ) ، وقال تعالى : [ إنك ميت وإنهم ميتون ] ( الزمر30 ) ، والخطاب للنبي عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام .

فالواجب على المؤمن أن يؤمن برسالة النبي صلى الله عليه وسلم ، ورسالة جميع الأنبياء والرسل عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم ، لأن ذلك ركن من أركان الإيمان ، الذي لو سقط لضعف إيمان المرء معه وقد يهوي إلى الهاوية والعياذ بالله .



خامساً : فضله على جميع الخلائق :

عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،: (( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع )) [ مسلم ] .

وقيل أن السيد : هو الذي يفوق قومه في الخير، وقيل : هو الذي يُفزع إليه في النوائب والشدائد فيقوم بأمرهم ويتحمل عنهم مكارههم ويدفعها عنهم .

وهو صلى الله عليه وسلم ، أفضل البشر على الإطلاق ، وهو أفضل الأنبياء والمرسلين وخاتمهم ، قال r: (( مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنياناً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة قال فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين )) [ مسلم ] ، فهو سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة ، ففي يوم القيامة يظهر سؤدده لكل أحد ولا يبقى منازع ولا معاند له ، بخلاف الدنيا فقد نازعه في سيادته ملوك الكفار وزعماء المشركين ، وقوله صلى الله عليه وسلم ، أنا سيد ولد آدم لم يقله فخراً ، بل إنه صرح بنفي الفخر فقال عليه الصلاة والسلام : (( أنا سيد ولد آدم ولا فخر )) [ الترمذي ]

وقوله أنا سيد ولد آدم ، كما قلنا لم يقلها مفاخرة بها وإنما قال ذلك لسببين:

الأول : امتثالاً لأمر ربه سبحانه عندما قال جل من قائل عزيز سبحانه : [ وأما بنعمة ربك فحدث ] ( الضحى11 ) .

الثاني : أنه من البيان الذي يجب عليه تبليغه لأمته ليعرفوه ويوقروه ويعتقدوه ويعملوا بمقتضى ذلك الاعتقاد ويوقروه بما تقتضيه مرتبته .

فهو الذي يطلب من ربه ويسأله سبحانه يوم القيامة للفصل بين العباد وهو أول من يُشفع يوم القيامة ، فلهذا فهو أفضل الخلائق على الإطلاق ، صلوات ربي وسلامه عليه .



سادساً : خصائصه صلى الله عليه وسلم ، :

لقد اخُتص النبي صلى الله عليه وسلم ، بخصائص نذكر بعضاً منها :

1- خاتم النبيين ، لقوله تعالى : [ ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ] ( الأحزاب 40 ) .

2- سيد المرسلين ، لقوله صلى الله عليه وسلم ،: (( أنا سيد الناس يوم القيامة)) [ متفق عليه ].

3- لا يتم إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ، لقوله تعالى : [ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ] ( النساء 65 ) .

4- لا يقضى بين الناس يوم القيامة إلا بشفاعته .

5- أمة النبي صلى الله عليه وسلم ، هي أول الأمم دخولاً إلى الجنة ، لقوله عليه الصلاة والسلام (( نحن الآخرون السابقون يوم القيامة )) [ البخاري ومسلم ] .

6- صاحب لواء الحمد يحمله صلى الله عليه وسلم ، يوم القيامة ويكون الحامدون تحته ، لحديث أبي سعيد الخدري t أن النبي صلى الله عليه وسلم ،، قال : (( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي ، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر )) [ الترمذي ] .

7- صاحب المقام المحمود أي العمل الذي يحمده عليه الخلائق ، لقوله تعالى : [ عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً ] (الإسراء79) .

8- صاحب الحوض المورود ، أي الحوض الكبير الكثير واردوه .

9- إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم لحديث أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (( إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم غير فخر )) [ الترمذي] وهو حسن .

10- أمته خير الأمم ، قال تعالى : [ كنتم خير أمة أخرجت للناس ]

( آل عمران 11) .

11- أمته صلى الله عليه وسلم ، جعلت شهداء على الأمم قال تعالى : [ وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ] ( البقرة 143 ) .

12- أصحابه خير القرون .

13- أمته معصومة من الاجتماع على الضلالة وإجماعهم حجة .

14- نسخ شرعه جميع الشرائع السابقة قالصلى الله عليه وسلم ،: (( إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي)) [ أحمد والترمذي وصححه ] .

15- كتابه الذي أنزل عليه معجزة ومحفوظاً من التبديل قال تعالى : [ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون] ( الحجر 9) .

16- جُعل أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، قال تعالى : [ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ] ( الأحزاب 6 ) .

17- ويلزم كل الناس أن يحبه أكثر من نفسه وماله وولده ووالده والناس أجمعين، قال صلى الله عليه وسلم ،(( والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين )) [ البخاري ] .

18- يحرم نكاح زوجاته من بعد موته وهن أزواجه في الدنيا والآخرة ، وجعلن أمهات المؤمنين ، قال تعالى : [ وأزواجه أمهاتهم ] ( الأحزاب6 ) ، وقال تعالى : [ ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً ] ( الأحزاب 53 ) .

19- أولاد بناته ينسبون إليه دون غيره .

20- النجس منا طاهر منه ، وهو طاهر بعد موته بلا نزاع بين العلماء .

21- جعلت له ولأمته الأرض مسجداً وطهوراً ونصر بالرعب مسيرة شهر قالصلى الله عليه وسلم ،: (( فضلت على الأنبياء وأعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون )) [ مسلم والترمذي ] .

22- بعث إلى الناس كافة في الحديث السابق دليل هذه النقطة .

23- نبع الماء من بين أصابعه بركة من الله تعالى وهذا في صحيح مسلم.

24- لا يحل لأحد أن يرفع صوته فوق صوت النبي لقوله تعالى : [ ياأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ] ( الحجرات2 ).

25- أعطي جوامع الكلم .

26- لا ينادى باسمه فلا يقال ( يا محمد ) بل يقال يارسول الله يانبي الله ويخاطب في الصلاة بقوله : ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته) .

27- ومن رآه في المنام فقد رآه فإن الشيطان لا يتمثل به .

28- وكان لا يتثائب .

29- وتنام عيناه ولا ينام قلبه .

30- يرى من خلفه كما يرى من أمامه .

31- حل له أن يتزوج بأي عدد شاء من النساء .
وغير ذلك مما اختص به صلى الله عليه وسلم ، عن بقية البشر .


عدل سابقا من قبل Admin في السبت أكتوبر 06, 2012 12:58 pm عدل 1 مرات
Admin
Admin
Admin

عدد المساهمات : 281
تاريخ التسجيل : 26/09/2012
العمر : 52

https://nm1771971.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته Empty رد: حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته

مُساهمة من طرف Admin السبت أكتوبر 06, 2012 11:50 am

سابعاً : معنى شهادة أن محمداً رسول الله :

معناها: طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، واجتناب مانهى عنه وزجر، وأن لا يُعبد الله إلاّ بما شرع.

فطاعته صلى الله عليه وسلم ، من طاعة الله عز وجل ، قال تعالى : [ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ] ( آل عمران 331 ) .

وقال تعالى : [ قل أطيعوا الله والرسول ] ( آل عمران 32 ) ، وقال تعالى : [ من يطع الرسول فقد أطاع الله ] ( النساء 80 ) ، وتصديقه صلى الله عليه وسلم ، في الأخبار الماضية والمستقبلية مما كان من أمور الغيب التي أطلعه الله عليها ، وتصديقه في ذلك من أوجب الواجبات .

ومن مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله اجتناب مانهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم ،، فكل مانهى عنه يجب اجتنابه وذلك مصداقاً لقوله تعالى : [ وما أتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا ] ( الحشر 7 ) ، وقال ، صلى الله عليه وسلم ، : (( ما أمرتكم من أمر فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فاجتنبوه )) [ مسلم ] .



ثامناً : عبوديته صلى الله عليه وسلم ، :

فالنبي ، صلى الله عليه وسلم ، عبد من عباد الله وهو مملوك لله عز وجل ووصفه الله تعالى بالعبودية الخاصة كما قال تعالى : [ أليس الله بكافٍ عبده ] ( الزمر 26 ) ، فأعلى مراتب العبد العبودية الخاصة والرسالة فهو ، صلى الله عليه وسلم ، أكمل الخلق في هاتين الصفتين الشريفتين قال تعالى : [ تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ] ( الفرقان1 ) ، فهو عبد لله تعالى ، أما الربوبية والإلهية فهما حق لله تعالى وحده لا يشركه في شي منهما أحد ، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل فالنبي ، صلى الله عليه وسلم ، كما قلنا عبد الله ورسوله كما قال هو عن نفسه (( إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله )) [ ابن حبان ] .

فلا يُرفع فوق منزلته عليه الصلاة والسلام ولا يكون له خصيصة من خصائص الألوهية فهو عليه الصلاة والسلام لا يعلم الغيب إلا ما أطلعه الله عز وجل عليه من الأمور الغيبية قال تعالى : [ قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ] ( النمل65 ) ، وقال تعالى : [ عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول ] ( الجن 26 ، 27 ) ، فقد أطلع الله عز وجل نبيه محمداً ، صلى الله عليه وسلم ، على بعض الأمور الغيبية ، لذلك فهو لا يعلم الغيب من تلقاء نفسه ، ودليل ذلك أنه عندما سأله جبريل عليه السلام عن الساعة قال : (( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل )) وقد علم ، صلى الله عليه وسلم ، مما أطلعه الله عليه أن ذلك السائل هو جبريل عليه السلام قال تعالى : [ تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا ] ( هود49 ) ، وقال تعالى : [ ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمر وهم يمكرون ] ( يوسف 102 ) .

وكذلك فهو ، صلى الله عليه وسلم ، لا ينفع ولا يضر بنفسه ، ولا يُعتقد فيه أي أمر من أمور الألوهية أو الربوبية ولقد وصفه الله بالعبودية في أشرف المقامات فقال جل من قائل سبحانه [ سبحان الذي أسرى بعبده ] ( الإسراء 1 ) .

فهو ، صلى الله عليه وسلم ، عبد الله ورسوله فلا يعطى ولا يرفع فوق منزلته هذه ، عن أبي هريرة t قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، : (( أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة )) [مسلم].

فهو عبد الله ورسوله ، وصلوات ربي وسلامه عليه .



تاسعاً : النبي صلى الله عليه وسلم ، رحمة :

فهو ، صلى الله عليه وسلم ، رحمة على أمته رحيم رؤوف بهم مشفق عليهم ، قال تعالى : [ لقد جاء كم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليهم بالمؤمنين رؤوف رحيم ] ( التوبة 128 ) ، وقال تعالى : [ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ] ( الأنبياء 107)

وقد حث أمته على التراحم فيما بينهم والتعاطف والشفقة من بعضهم على بعض وأن يكونوا كالجسد الواحد يساعد بعضهم بعضا ويقف بعضهم مع بعض فهو كما وصفه ربه سبحانه رحيم بالمؤمنين قال ، صلى الله عليه وسلم ، : (( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا )) وأشار بالسبابة والوسطى [ البخاري وأبو داود والترمذي ] ، وقال تعالى : [ فأما اليتيم فلا تقهر ] ( الضحى 9 ) .

وكذلك من الرحمة التي أوصى بها النبي، صلى الله عليه وسلم ، العناية بالأرملة والمسكين وذوي الحاجات فعن أبي هريرة t قال : قال النبي ، صلى الله عليه وسلم ، : (( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله )) [ البخاري ومالك ] ، وعن أبي هريرة t أن رجلاً شكا إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قسوة قلبه فقال : (( امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين )) [ رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح].

ومن رحمته ، صلى الله عليه وسلم ، بالفقراء قال فيهم : (( بئس الطعام طعام الوليمة يُدعى إليها الأغنياء ويترك الفقراء )) [ في الصحيحين ] ، وقد أوصى ، صلى الله عليه وسلم ، بالإحسان إلى البنات والنساء والضعفاء وما ذاك إلا من رحمته وشفقته على أمته .

فعن أنس رضى الله عنه ، عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : (( من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين )) [ رواه مسلم ] وجاريتين أي بنتين ، وقال ، صلى الله عليه وسلم ، : (( اللهم إني أحرَّج حق الضعيفين اليتيم والمرأة )) [ رواه النسائي بإسناد جيد ] ومعنى أحرج أي أنه يُلحق الإثم بمن ضيع حق اليتيم والمرأة ، وقال ، صلى الله عليه وسلم ، : ( هل تُنصرون وتُرزقون إلا بضعفائكم )) [ رواه البخاري مرسلا وأورده بمعناه النسائي في صحيح سنن النسائي 2/669 برقم ( 2978) ] ، وقال ، صلى الله عليه وسلم ، : (( من لا يرحم الناس لا يرحمه الله )) [ متفق عليه ] ، وقال ، صلى الله عليه وسلم ، : (( من لا يَرحم لا يُرحم )) [ متفق عليه].

ومن رحمته ، صلى الله عليه وسلم ، أنه أوصى بالرحمة بالحيوان فقال عليه الصلاة والسلام : (( إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته)) [ ابن حبان ومسلم والدارمي وغيرهم ] .

وصور رحمته ، صلى الله عليه وسلم ، بأمته وشفقته عليهم كثيرة جداً ، فعليه الصلاة والسلام.



عاشراً : معجزاته صلى الله عليه وسلم ، :

معجزاته ، صلى الله عليه وسلم ، كثيرة جداً وقد قيل أنها تبلغ ألفان أو ثلاثة آلاف معجزة تقريباً وهو ، صلى الله عليه وسلم ، أكثر الأنبياء معجزات وسنذكر بعضاً من معجزات نبياً محمد ، صلى الله عليه وسلم ، وكل معجزاته عليه الصلاة والسلام ثابتة في الصحيحين أو في كتب السنة الصحيحة والتي لا يكذبها إلا ضعيف العقل أو فاقده .

فمن هذه المعجزات :

1- القران الكريم ، وهو أعظم معجزة جاء بها النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فهو دستور الأمة وصراطها المستقيم وطريقها الأقوم الذي لا يزيغ عنه إلا هالك ولا يتمسك به وما فيه من أوامر ونواهي إلا نجا بإذن ربه ، فيه أخبار السابقين واللاحقين فهو معجزة خالدة إلى يوم الدين . قال صلى الله عليه وسلم ، : { وإني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا ، كتاب الله } ( ابن حبان وبن خزيمة ) .

2- انشقاق القمر له ، صلى الله عليه وسلم ، فقد طلب الوليد بن المغيرة وغيره من كفار قريش آية ـ معجزة ـ منه ، صلى الله عليه وسلم ، تدل على صدقه في نبوته فانشق القمر له فرقتين ، فرقة فوق الجبل وفرقة دونه قال تعالى : (( اقتربت الساعة وانشق القمر )) [ القمر1] .

3- نطق الشجر له عليه الصلاة والسلام فقد دنا منه أعرابي فقال له: يا أعرابي أين تريد ؟ قال : إلى أهلي ، قال : هل لك إلى خير؟ فقال: وما هو؟ قال: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله فقال الأعرابي : من يشهد لك على ما تقول : فقال له، صلى الله عليه وسلم ، : هذه الشجرة ـ يشير إلى شجرة بشاطئ الوادي ـ فأقبلت تخد الأرض حتى قامت بين يديه فاستشهدها ثلاثاً فشهدت كما قال عليه الصلاة والسلام .

4- حنين جذع النخلة له ، صلى الله عليه وسلم ، وبكاؤه بصوت سمعه من في مسجده ، صلى الله عليه وسلم ، قاطبة وذلك لما فارقه ، صلى الله عليه وسلم ، بعدما كان يخطب عليه كمنبر له ولما صنع له المنبر وترك الصعود عليه بكى حنيناً وشوقاً إليه ، صلى الله عليه وسلم ، فقد سمع له صوت كصوت العشار ـ النوق التي مضى على حملها عشرة أشهر ـ ولم يسكت حتى جاءه الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، ووضع يده الشريفة عليه فسكت وقيل ضمة واعتنقه فسكن .

5- تكثير الطعام بدعائه ، صلى الله عليه وسلم ، فقد أكل من مُدي شعير فقط أكثر من ثمانين رجلاً. [ في الصحيحين ] .

6- تكثير الماء بدعائه ، صلى الله عليه وسلم ، فعندما عطش الناس في إحدى الغزوات وكان بين يديه عليه الصلاة والسلام ركوة يتوضأ فيها فأقبل الناس نحوه وقالوا ليس عندنا إلا ما في ركوتك فوضع ، صلى الله عليه وسلم ، يده في الركوة فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون فشرب القوم وتوضؤا وكانوا زهاء الثلاثمائة نفر [ البخاري ومسلم ] ، يقول النووي في شرح مسلم: [ قوله في هذه الأحاديث في نبع الماء من بين أصابعه ، صلى الله عليه وسلم ، وتكثيره ، وتكثير الطعام ، هذه كلها معجزات ظاهرات وجدت من رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، في مواطن مختلفة وعلى أحوال متغايرة وبلغ مجموعها التواتر وأما تكثير الماء فقد صح من رواية أنس وبن مسعود وجابر وعمران بن الحصين وكذا تكثير الطعام وجد منه ، صلى الله عليه وسلم ، في مواطن مختلفة وعلى أحوال كثيرة وصفات متنوعة] انتهى .

وخلاصة ذلك أن اختلاف الروايات في عدد الصحابة الذين كانوا معه ، صلى الله عليه وسلم ، في روايات تكثير الماء أو الطعام كلها صحيحة وإنما وردت من عدد من الرواة وفي مواطن مختلفة فكل تلك الروايات في الأعداد صحيحة إنشاء الله تعالى .

7- الإسراء والمعراج من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم إلى السموات العُلى ثم إلى سدرة المنتهى وعاد إلى فراشه، صلى الله عليه وسلم ، ولم يبرد فراشه .

8- جاء ، صلى الله عليه وسلم ، مرة لقضاء الحاجة ولم يجد شيئا يستتر به إلا نخلة صغيرة وأخرى بعيدة عنها ، ثم أمر كلا منهما فأتتا إليه فسترتاه حتى قضا حاجته ثم أمر كلاً منهما أن تعود إلى مكانها 0 ( أحمد والطبرانى والبيهقى)0

9- جاءه رجل وهو يخطب الجمعة ‘ فشكا إليه قحوط المطر فرفع يديه، صلى الله عليه وسلم ، ودعا ربه وما في السماء قطعة من السحاب ، فطلعت سحابة حتى توسطت السماء فاتسعت فأمطرت ، فقال عليه الصلاة والسلام اللهم حوالينا ولاعلينا فأقلعت وانقطعت ( متفق عليه) .

10- لما اجتمعت صناديد قريش في دار الندوة وأجمعوا على قتله، صلى الله عليه وسلم ، ، وعندما جاءوا إلى بابه ينتظرون خروجه فيضربونه بالسيوف ضربة رجل واحد خرج عليهم ووضع التراب على رؤوسهم وخرج من بينهم ولم يروه0

11- في غزوة حنين رمى الكفار بقبضة من التراب وقال: شاهت الوجوه ، فامتلأت أعينهم ترابا وانهزموا (مسلم وغيره)0

12- كلمه ذراع الشاة التي أكل منها ، صلى الله عليه وسلم ، وقال له : أنه مسموم
( البخاري) .


13- شهادة الذئب له بالنبوة 0

14- شكاية البعير له ، صلى الله عليه وسلم ، وأن صاحبـه يتعبه ويجيعه ويشق عليه .
[ أبو داود ] .


15- أن عين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أصابها الرمد فتفل فيها ، صلى الله عليه وسلم ، فبرأت . [ متفق عليه ] .

16- أصيبت عين قتادة رضي الله عنه يوم أحد حتى سقطت على وجنته فردها ، صلى الله عليه وسلم ، حتى عادت أحد من العين الصحيحة . [ رواه الحاكم ] .

17- أن عبدالله بن عتيك الأنصاري أصيبت رجله حين نزل من درج إلى رافع بن أبي الحقيق لما قتله فمسحها بيده الشريفة فبرأت . [ رواه البخاري ] .

18- أنه دعا لابن عباس بالفقه في الدين وعلم التأويل فصار بحراً في العلم ، وكان حبر هذه الأمة .

19- أنه دعا لأنس بن مالك بكثرة المال والولد وبطول العمر فعاش نحو المائة سنة وكان ولده الذين من صلبه مائة وعشرين ، وكان له نخل يحمل في سنة حملين .

20- أنه دعا لثابت بن قيس بن شماس بأن يعيش سعيداً ويقتل شهيداً ، فكان كما قال ، صلى الله عليه وسلم ، .

21- أنه أخبر أميه بن خلف أنه يقتله يوم بدر ، فقتله ، صلى الله عليه وسلم ، يوم بدر . [رواه البخاري ] .

22- أنه كان يشير لأصحابه في بدر إلى مصارع الكفار فكان يقول ، صلى الله عليه وسلم ، : هذا مصرع فلان وهذا مصرع فلان ... ، ويضع يده على الأرض ليحدد أماكنهم فكان كما قال وما تجاوز أحد منهم موضع يده ، صلى الله عليه وسلم ، . [ رواه أبو داود ] .

23- كان رجل يقاتل مع المسلمين في إحدى غزواته ، صلى الله عليه وسلم ، وكان يضرب أعناق الأعداء ضرباً ، فأخذ الصحابة يطرونه ويذكرون شجاعته وأنه من أهل الجنة ، فقال ، صلى الله عليه وسلم ، : هو من أهل النار ، فتبعه رجل من المسلمين يرى ماذا يصنع ، فأصابته جراح فعمد إلى سيفه فقتل نفسه ، وقاتل نفسه في النار فكان كما أخبر ، صلى الله عليه وسلم ، . [ متفق عليه ] .

ولقد كان له ، صلى الله عليه وسلم ، الكثير من المعجزات وما ذكرته قليل من كثير وما أوردته أيضاً إلا ليتعرف المسلم على بعض معجزات نبيه ، صلى الله عليه وسلم ، . ومعجزاته كثيرة بينة ظاهرة لاينكرها إلا ناقص العقل أو فاقده .
Admin
Admin
Admin

عدد المساهمات : 281
تاريخ التسجيل : 26/09/2012
العمر : 52

https://nm1771971.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته Empty رد: حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته

مُساهمة من طرف Admin السبت أكتوبر 06, 2012 11:52 am

حادي عشر : حاجة الناس إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، :

لما عاش الناس قبل بعثته ، صلى الله عليه وسلم ، في جاهلية جهلاء وظلمة دهماء خصوصاً بعدما حرفوا وبدلوا في الكتب المنزلة على أنبيائهم ، لذلك كله أحوج الله الخلائق كلهم إلى من يزيل عنهم تلك الغمة ، ويعيدهم إلى عبادة الله الخالق الواحد القهار ، فأرسل الله نبيه محمداً ، صلى الله عليه وسلم ، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم سبحانه وتعالى .

فأما حاجتهم إلى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في الدنيا فهي أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب والنفس ، لأنه مبشرهم بالجنان ومنذرهم من النيران ، وأما حاجتهم إليه في الآخرة فإنهم يستشفعون بالرسل إلى الله ليفصل بين الخلائق ، فكلهم يتأخر عن الشفاعة ، فيشفع لهم النبي محمد ، صلى الله عليه وسلم ، ، وهو الذي يستفتح لهم باب الجنة .

فلهذا كانت حاجة الناس إلى النبي، صلى الله عليه وسلم ، حاجة ماسة وأكيدة في الدنيا والآخرة.



ثاني عشر : حقوقه صلى الله عليه وسلم ، على أمته :

إن حقوق النبي ، صلى الله عليه وسلم ، على أمته كثيرة وهي حقوق يجب على كل فرد من أفراد الأمة الإسلامية معرفتها والعمل بها وتطبيقها قولاً وعملاً ، إذ كيف يدعي مسلم حب النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم لا يقوم بما هو مطلوب منه تجاه من يحب ، ثم ينبغي أن يطبق المسلم قول نبيه صلى الله عليه وسلم ، في كل ما يقول ويأمر به من غير هوادة ولا تكاسل ،والخير كل الخير فيما يأمر به عليه الصلاة والسلام أو يحث أمته عليه ، والشر كل الشر في مخالفة أمره ونهيه وسأذكر هذه الحقوق بشي من التفصيل بإذن الله تعالى ، راجياً من المولى سبحانه وتعالى أن يوفقني في ذلك ، وأن يكتبها في موازين حسنات الجميع ، ومن هذه الحقوق :



1- الإيمان به صلى الله عليه وسلم ، :

فالإيمان به ، صلى الله عليه وسلم ، من أركان الإيمان التي يجب على المسلم الإيمان بها، ومن هذه الأركان الإيمان بالرسل ، وهو ، صلى الله عليه وسلم ، رسول من أولئك الرسل عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم ، قال الله تعالى : [ فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا ] ( التغابن 8 ) ، وقال تعالى : [ فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته وأتبعوه لعلكم تهتدون ] ( الأعراف 158 ) ، وقد أخبر، صلى الله عليه وسلم ، بوجوب الإيمان به فقال ، صلى الله عليه وسلم ، : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ) [ البخاري ومسلم ] .

ومن الإيمان به ، صلى الله عليه وسلم ، التصديق الجازم الذي لاشك فيه بأن رسالته ونبوته هي حق من عند الله تعالى ، والعمل بمقتضى ذلك ، والتصديق بأن كل ماجاء به من الدين وما أخبر به عن الله تعالى حق صحيح ، ولابد من تصديق ذلك بالقلب واللسان ، فلا يكفي الإيمان به باللسان ، والقلب منكر لذلك ، قال تعالى : [ ياأيها الذين آمنوا آمِنوا بالله ورسوله ... ] ( النساء 136 ) .

فالإيمان به ، صلى الله عليه وسلم ، وبرسالته وبكل ماأخبر به من الأمور التي وقعت والتي لم تقع مما أطلعه الله عليه الإيمان بذلك كله واجب حتى يكمل إيمان المرء ولقد بشر النبي ، صلى الله عليه وسلم ، من آمن به ولم يره بشّره بطوبى وهي شجرة في الجنة فقال ، صلى الله عليه وسلم ، : ( طوبى لمن آمن بي ورآني مرة ، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني سبع مرار (مرات)) . [ السلسلة الصحيحة 3 / 45 ] ، فمن شك في نبوته أو رسالته فهو كافر ، لأن الأدلة ثابتة مستفيضة مجمع عليها بين أهل العلم .



2- محبته صلى الله عليه وسلم ، :

وهذا حق من حقوقه ، صلى الله عليه وسلم ، على أمته ، وواجب عليهم أيضاً ، فينتفي الإيمان بعدم محبة النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ، فقد أوجب الله محبة نبيه في كتابه العزيز ، فقال تعالى : ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لايهدي القوم الفاسقين ) [ التوبة 24 ] .

وقال ، صلى الله عليه وسلم ، : ( لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ) [ البخاري ] .

ولما سمع عمر رضي الله عنه هذا الحديث قال للرسول ، صلى الله عليه وسلم ، لأنت أحب إلي من كل شئ إلاّ نفسي ، فقال : لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك ، فقال له عمر : فإنك الآن والله أحب إلي من نفسي ، فقال ، صلى الله عليه وسلم ، : ( الآن ياعمر ) أي الآن صدقت وحققت الإيمان الكامل بمحبتك لنبيك .

وقال ، صلى الله عليه وسلم ، : ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لايحبه إلاّ لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ) [ البخاري ]

ومن محبيه صلى الله عليه وسلم ، إيثار مايحب صلى الله عليه وسلم ، على مايحب العبد ، ومحبة ماجاء به والدعوة إليه ومحبة أهل بيته وصحابته رضوان الله عليهم ومن محبته كثرة ذكره عليه الصلاة والسلام ،والشوق إلى لقاءه ، قال ، صلى الله عليه وسلم ،: ( يا أبا أمامة إن من المؤمنين من يلين لي قلبه) ( أحمد وهو صحيح) ، ومعنى ذلك أن من المؤمنين من يسكن قلبه ويميل للنبي صلى الله عليه وسلم ، بالمودة والمحبة ، وما ذاك إلا بإخلاص الاتباع له صلى الله عليه وسلم ، دون سواه من البشر0 فحب النبي صلى الله عليه وسلم ، موصل لحب الله تعالى 0

قال الشاعر:

تعصي الإله وأنت تظهر حبه


هذا لعمرك في القياس بديع


لوكان حبك صادقا لأطعته

إن المحب لمن يحب مطيع

فمن محبته صلى الله عليه وسلم ، طاعته وتصديق ماأخبر عنه وتوقيره وتعظيمه عند ذكره صلوات الله وسلامه عليه ماتعاقب الليل والنهار 0



3- طاعته صلى الله عليه وسلم ، وامتثال أمره :

طاعته صلى الله عليه وسلم ، واجبة بكتاب الله عز وجل ، قال تعالى : [ ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولاتبطلوا أعمالكم ] ( محمد 33) ، وقال تعالى: [ ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولاتولوا عنه وأنتم تسمعون ] (الأنفال 20) ، قال بن كثير في تفسير هذه الآية : ( يأمر تعالى عباده المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ، ويزجرهم عن مخالفته والتشبه بالكافرين به والمعاندين له ، وأن لا يتركوا طاعته صلى الله عليه وسلم ، ، بل امتثلوا أمره ، واتركوا زواجره بعدما علمتم مادعاكم إليه من الحق ) 0

ويقول بن سعدي رحمه الله : ( لما أخبرالله تعالى أنه مع المؤمنين أمرهم أن يقوموا بمقتضى الإيمان الذي يدركون معيته ، وذلك بامتثال أوامر الله عز وجل وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم ، وتنفيذ أوامره ووصاياه ونصائحه ، ولا يكتفي بمجرد الدعوى الخالية التي لا حقيقة لها ، فإنها حالة لا يرضاها الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ، ، فليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ، ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقته الأعمال)0

قال ، صلى الله عليه وسلم ، : (( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قيل يارسول الله ومن يأبى قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)) [ البخاري ] ، وقال ، صلى الله عليه وسلم ، : (( ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته ويقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه)) [ أحمد وأبو داود والحاكم بسند صحيح ].

وعن أبي داود وابن ماجة بسند صحيح ، قال ، صلى الله عليه وسلم ، : (( لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول لاندري ، ماوجدنا في كتاب الله اتبعناه )) .

فالواجب على المؤمن طاعة النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فيما أحل وما حرم فما أحله فهو حلال وما حرمه فهو حرام يجب الابتعاد عنه كما قال عليه الصلاة والسلام : (( ألا إن ما حرّم رسول الله مثل ما حرَّم الله)) [ الحاكم والترمذي وابن ماجه بسند صحيح ] .

ومما يدل على عظم شأن طاعته ، صلى الله عليه وسلم ، أن الله جلت قدرته قد قرن طاعته سبحانه بطاعة نبيه ، صلى الله عليه وسلم ، فقال تعالى :[ من يطع الرسول فقد أطاع الله ] ( النساء 80) .

قال ، صلى الله عليه وسلم ، : (( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله )) [ في الصحيحين ] .

ولابد من الحذر كل الحذر من مخالفة أمره ، صلى الله عليه وسلم ، وعدم معصيته وأن ذلك مما يحبط الأعمال ويوجب النيران فقد قال تعالى : [ ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً ] ( الجن 23) .

فمن طاعته ، صلى الله عليه وسلم ، التمسك بسنته وما أمر به واجتناب ما نهى عنه والابتعاد عنه والاهتداء بهديه والالتزام بنظافة الثوب والبدن وتحري الصدق في الأقوال والأفعال وطلب الحلال في المأكل والمشرب والملبس والنكاح واجتناب الحرام في ذلك .

وغير ذلك من الأمور التي ينبغي على المسلم متابعتها والعمل بها مما أمر بها النبي ، صلى الله عليه وسلم ، واجتناب ما نهى عنه من أعمال وأفعال قال تعالى : [ وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ] ( الحشر 7) ،

وقال ، صلى الله عليه وسلم ، : (( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ، وما نهيتكم عنه فانتهوا )) [ مسلم ] .



4- اتباعه صلى الله عليه وسلم ، :

ومما يجب على المؤمن اتباع نبيه ، صلى الله عليه وسلم ، واتباعه عليه الصلاة والسلام يكون في الاعتقاد والقول والعمل واجبه وهي الدين كله واتباعه عليه الصلاة والسلام من محبة الله تبارك وتعالى قال تعالى : [ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ] ( آل عمران ) ، فلا بد للمسلم من اتباع هدي نبيه ، صلى الله عليه وسلم ، واقتفاء آثره والعمل بما جاء به من قول وفعل فللوصول إلى محبة الله ورضوانه ومغفرة الذنوب اتباع ما جاء به النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في المنشط والمكره ويكون اتباعه عن قناعة ورضىً بما جاء به .

وذكر بن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم : [ وقوله ، صلى الله عليه وسلم ، : (( فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ )) [ الحاكم في المستدرك ] ، هذا إخبار منه ، صلى الله عليه وسلم ، بما سيقع في أمته بعده من كثرة الاختلاف في أصول الدين وفروعه وفي الأعمال والأقوال والاعتقادات ، فقد أخبر عليه الصلاة والسلام أن أمته ستفترق على بضع وسبعين فرقه كلها في النار إلا واحدة وهي الفرقة الناجية التي اتبعت ما جاء به النبي ، صلى الله عليه وسلم ، من ربه وما كان عليه أصحابه من بعده من تتبعهم لهديه عليه الصلاة والسلام .

وقد قال عمر بن عبدالعزيز : سن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وولاة الأمور من بعده سُنناً الأخذ بها اعتصام بكتاب الله وقوة على دين الله ليس لأحد تبديلها ولا تغييرها ولا النظر في أمر خالفها من اهتدى بها فهو المهتدي ومن استنصر بها فهو المنصور ومن تركها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ماتولى وأصلاه جهنم وساءت مصيراً ] .

وليحذر من يخالف أمر البني ، صلى الله عليه وسلم ، ففي مخالفته خروج من الدين وارتداد عنه ـ عياذا بالله من ذلك ـ قال تعالى : [ واتبعوه لعلكم تهتدون ] ( الأعراف ) فهو أمر من الله جل وعلا باتباع نبيه ، صلى الله عليه وسلم ، لمن أراد الهداية من الله تعالى ومن خالف أمره فليس له إلا الغواية والندامة .

ومن اتباعه ، صلى الله عليه وسلم ، عدم الابتداع في دين الله عز وجل بل يعمل على إزالة كل بدعة في الدين ما استطاع الإنسان إلى ذلك سبيلا .

ويجب على المسلم رد كل قول لقوله ، صلى الله عليه وسلم ، وترك كل تشريع لشرعه والإعراض عن كل ما خالف هديه ، صلى الله عليه وسلم ، في القول والعمل والاعتقاد .

والأخذ بكل ما صح عنه وثبت نسبته إليه فهو عليه الصلاة والسلام أعلم الناس بربه تعالى وأخشاهم وأتقاهم له فيجب التمسك بما جاء به واتباع ذلك بلا تردد ولا شك لأنه عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى وإنما يعلمه ربه عز وجل .

فالواجب على المؤمن اتباع النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في العقيدة والعبادة والسلوك فهذا هو طريق النجاة يوم القيامة بإذن الله تبارك وتعالى ومن خالف ذلك فسيلقي به إلى النار والعياذ بالله .



5- الاقتداء به صلى الله عليه وسلم ، :

قال تعالى : [ أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ] ( الأنعام 90) ، فلقد أمر الله جل وعلا نبيه ، صلى الله عليه وسلم ، بالاقتداء بمن سبقه من الأنبياء والرسل .

وأمرنا نحن باتباع النبي ، صلى الله عليه وسلم ، والاقتداء به فقال تعالى : [ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ] ( الأحزاب21 ) أي أن لكم فيه ، صلى الله عليه وسلم ، قدوة صالحة في أفعاله وأقواله فاقتدوا به فمن اقتدى به ، صلى الله عليه وسلم ، وتأس به سلك الطريق الموصل إلى كرامة الله وهو الصراط المستقيم فهو عليه الصلاة والسلام الأسوة الحسنة التي يوفق للإقتداء بها من كان يرجو الله واليوم الآخر لما معه من الإيجار والخوف من الجبار سبحانه ، ولما يرجو من ثواب ربه ، وما يخشاه من عقابه وعذابه ، فكل ذلك حاث وحافز ودافع للإقتداء به ، صلى الله عليه وسلم ، في أقواله وأفعاله وأحواله 0

وانظر لأولئك السلف الذين دفعهم الإيمان بالله ورسوله إلى الإقتداء به عليه الصلاة والسلام ، وهذه نماذج من ذلك :

1- عندما جاءت الجدة إلى الصديق رضى الله عنه تسأل عن ميراثها ، فقال لها : ليس لكي في كتاب الله شيء ، ولا أعلم أن رسول ، صلى الله عليه وسلم ، قضى لك بشيء ، وسأسأل الناس ، ثم سأل رضى الله عنه الصحابة ، فشهد عنده بعضهم بأن رسول ، صلى الله عليه وسلم ، أعطى الجدة السدس فقضى لها بذلك 0

2- ولما أشكل على عمر رضى الله عنه إسقاط المرأة جنينا ميتا بسبب تعدي أحد عليها ، سأل الصحابة رضى الله عنهم ، عن ذلك فشهد عنده محمد بن مسلمة والمغيرة بن شعبة رضى الله عنهما ، بأن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قضى في ذلك بغرة عبد أو أمة ، فقضى بذلك رضى الله عنه 0

3- ولما أشكل على عثمان رضى الله عنه حكم احتداد المرأة في بيتها بعد وفاة زوجها ، أخبرته طريفة بنت مالك رضى الله عنها أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أمرها بعد وفاة زوجها أن تمكث في بيته حتى يبلغ الكتاب أجله فقضى لها بذلك رضى الله عنه 0

4- ولما بلغ علي رضى الله عنه أن عثمان رضى الله عنه نهي عن متعة الحج أهل علي رضى الله عنه بالحج والعمرة جميعا وقال : لا أدع سنة رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، لقول أحد من الناس0

5- وقال ابن عباس رضى الله عنهما : يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء !! أقول : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وتقولون قال أبو بكر وعمر 0

فإذا كان من خالف السنة لقول أبي بكر وعمر تخشى عليه العقوبة فكيف بحال من خالف السنة لقول من هو دونهما في المكانة ، أو ممن خالفهما لمجرد رأيه واجتهاده 0 فمن ترك الاقتداء به ، صلى الله عليه وسلم ، فهو معرض للضلال المؤدي إلى الهلاك ، فعندما فهم ذلك سلف الأمة التزموا بطاعته ، صلى الله عليه وسلم ، والاقتداء به 0



1- توقيره عليه الصلاة والسلام وتعظيم شأنه:

توقيره من آكد حقوقه ، صلى الله عليه وسلم ، على أمته قال تعالى : [ إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً ] ( الفتح8 ) .

فيجب توقيره عليه الصلاة والسلام وإجلاله وتعظيمه كما ينبغي له ذلك على ألا يُرفع إلى مقام العبودية فإن ذلك محرم لا يجوز ولا ينبغي إلا لله عز وجل.

ومن توقيره عليه الصلاة والسلام تعظيم شأنه احتراماً وإكباراً لكل ما يتعلق به من اسمه وحديثه وسنته وشريعته وآل بيته وصحابته رضوان الله عليهم وكل ما اتصل به عليه الصلاة والسلام من قريب أو بعيد .

فيُرفع من قدره ، صلى الله عليه وسلم ، حتى لا يساويه ولا يدانيه أحد من الناس .

فمن توقيره عليه الصلاة والسلام عدم التقدم بين يديه مصداقاً لقوله تعالى: [ يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ] ( الحجرات1 ) أي لا تقولوا قبل قوله وإذا قال فاستمعوا له وأنصتوا، فلا يحل لأحد أن يسبقه بالقول ولا برأي ولا بقضاء بل يتعين عليهم أن يكونوا تابعين له عليه الصلاة والسلام .

وقال جل شأنه : [ يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ] ( الحجرات2 ) .

فهذا نهي من الله عز وجل بعدم رفع الصوت عند مخاطبة النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ولا يجهر المخاطب له بالقول بل يخفض الصوت ويخاطبه بالأدب ولين الجانب ويخاطبه بالتعظيم والتكريم والإجلال والإعظام .

فلا يكون الرسول كأحدهم بل يميزونه في خطابهم كما تميز عن غيره في وجوب حقه على الأمة ووجوب الإيمان به والحب الذي لا يتم الإيمان إلا به .

فإن في عدم القيام بذلك محذوراً خشية أن يحبط عمل العبد وهو لا يشعر كما أن الأدب معه من أسباب حصول الثواب وقبول الأعمال .

وقال العلماء : يكره رفع الصوت عند قبره ، صلى الله عليه وسلم ، كما يكره في حياته لأنه محترم حياً وميتاً .

وقد روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب t أنه سمع صوت رجلين في مسجد رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قد ارتفعت أصواتهما فجاء فقال : أتدريان أين أنتما ؟ ثم قال : من أين أنتما ؟ قالا : من أهل الطائف ، فقال : لو كنتما من أهل المدينة لأوجعتكما ضرباً .

وإنما كان النهي عن رفع الصوت عنده خشية أن يغضب من ذلك فيغضب الله تعالى لغضبه ، صلى الله عليه وسلم ، فيحبط عمل من أغضبه وهو لا يدري .

ثم امتدح الله عز وجل من غض صوته عند رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وندب إلى ذلك في قوله تعالى : [ إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين أمتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم ] ( الحجرات 3) ، فأولئك اختبر الله قلوبهم وامتحنها وابتلاها للتقوى فظهرت نتيجة ذلك بأن قلوبهم أذعنت لأمر الله وأخلصت وكانت أهلاً ومحلاً للتقوى فكانت العاقبة لهم بالبشرى من الله العلي القدير بأن بشرهم بالمغفرة لذنوبهم ، وحصول الأجر العظيم الذي لا يعلمه إلا رب الأرباب ومسبب الأسباب ، الذي بيده مفاتيح كل شئ وخزائن السموات والأرض ، فكان ذلك جزاءهم جزاءً وفاقاً .

فمن لازم أمر الله عز وجل واتبع رضاه وسارع إلى ذلك وقدمه على هواه ومحص قلبه للتقوى فصار قلبه صادقاً ، ومن لم يكن كذلك علم أنه لا يصلح للتقوى .

ومن تعظيمه وتوقيره ، صلى الله عليه وسلم ، عدم ندائه باسمه مجرداً فلا يقال : (( يا محمد )) ، بل يقال : (( يانبي الله )) ، (( يا رسول الله )) ، قال تعالى : [ لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ] ( النور63 ) .

فهذا نهيٌ منه سبحانه بعدم نداء نبيه ، صلى الله عليه وسلم ، باسمه مجرداً لأن ذلك من سوء الأدب معه ، صلى الله عليه وسلم ، وهناك مظاهر لتعظيمه ، صلى الله عليه وسلم ، من حيث حديثه ، وآثاره .

فمن تعظيمه ، صلى الله عليه وسلم ، تعظيم حديثه فيحترم كلامه عليه الصلاة والسلام فقد روي عن جعفر بن محمد الصادق وكان كثير الدعابة والتبسم أنه إذا ذكر عنده النبي ، صلى الله عليه وسلم ، اصفر وجهه وما ربي يحدث عن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، إلا على طهارة .

وكان بن مسعود t إذا حدث عن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، علاه كرب وتحدر العرق من جبينه t وأرضاه .

ومن تعظيم آثاره ، صلى الله عليه وسلم ، أنه كانت لأبي محذورة قصة في مقدم رأسه إذا جلس وأرسلها وصلت إلى الأرض فقيل له : ألا تحلقها ؟ قال : لم أكن بالذي يحلقها وقد مسها رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بيده .

ولقد كان هذا شيئاً يسيراً مما ذكرت في توقيره عليه الصلاة والسلام وتعظيم شأنه وإلا فهو أجل من ذلك وأعظم فصلوات ربي وسلامه عليه ما تلألأت النجوم وتلاحمت الغيوم وعليه الصلاة والسلام ما سمعت أذن بخبر وما اتصلت عين بنظر .
Admin
Admin
Admin

عدد المساهمات : 281
تاريخ التسجيل : 26/09/2012
العمر : 52

https://nm1771971.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته Empty رد: حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته

مُساهمة من طرف Admin السبت أكتوبر 06, 2012 11:53 am



7- وجوب النصح له صلى الله عليه وسلم ، :

النصح أو النصيحة : هي بذل النصح للغير والنصح معناه : أن الشخص يحب لأخيه الخير ويدعوه إليه ويبينه له ويرغبه فيه وقد جعل النبي ، صلى الله عليه وسلم ، الدين النصيحة وقد بايع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ،بعض صحابته على النصح لكل مسلم وهي من حقوق المسلمين فيما بينهم قال تعالى : [ إنما المؤمنون أخوة ] ( الحجرات 10 ) ، وقال تعالى : [ وأنصح لكم ] ( الأعراف 62 ) ، وقال تعالى : [ وأنا لكم ناصح أمين ] ( الأعراف 68 ) .

فالأخوّة في الدين أقوى من الأخوّة في النسب ، فالأخوة في النسب بدون دين ليست بشيء ، ولهذا لما قال نوح عليه السلام لربه عز وجل : [ إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق ] ، وقال تعالى : [ إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ] (هود 46 ) ، أما الأخوة في الدين ، فهي أخوة فعلاً مصداقاً لقول الله تعالى : [ إنما المؤمنون اخوة ] ( الحجرات 10 ) ، فالمؤمنون أخوة مهما تباعدت أقطارهم وتباينت لغاتهم .

قال بن رجب : { وأما النصيحة للرسول ، صلى الله عليه وسلم ، في حياته فبذل المجهود في طاعته ونصرته ومعاونته وبذل المال إذا أراده والمسارعة إلى محبته ، وأما بعد موته ، فالعناية بطلب سنته والبحث عن أخلاقه وآدابه وتعظيم أمره ولزوم القيام به وشدة الغضب والإعراض عمن يدين بخلاف سنته والغضب على من صنعها لأثرة دنيا وإن كان متديناً بها ، وحب من كان منه بسبيل من قرابة أو صهر أو هجرة أو نصرة أو صحبة ساعة من ليل أو نهار على الإسلام والتشبه به في زيه ولباسه .

والإيمان به وبما جاء به ، ومعاداة من عاداه وموالاة من والاه .. ونحو ذلك } انتهى .

فالنصيحة للرسول ، صلى الله عليه وسلم ، تتضمن عدة أمور :

1- الإيمان التام برسالته وأن الله تعالى أرسله إلى جميع الخلق عربهم وعجمهم ، أنسهم وجنهم ، قال تعالى : ( وأرسلناك للناس رسولا ) [ النساء 79 ] ، وقال تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) [ الأنبياء 107 ]

2- تصديق خبره ، صلى الله عليه وسلم ، وأنه صادق مصدوق ، صادق فيما يخبر به ، مصدوق فيما أخبر به من الوحي .

3- صدق الاتباع له ، صلى الله عليه وسلم ، ، فلا تتجاوز شريعته ولا تزاد ، ولا ينقص منها شئ فإن الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، الإمام في جميع العبادات ، فهو إمام هذه الأمة ومتبوعها ، ولا يحل لأحد أن يتبع سواه إلا من هو مبلغ عن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ، بحيث يكون واسطة بين المبلغ له والمبلغ عنه ، ولا يكون له شريعة مستقلة .

4- الذب عن شريعته ، صلى الله عليه وسلم ، وحمايتها بألا يزيد فيها أحد ماليس فيها ، أو أن ينتقصها أحد ، فيحارب أهل البدع القولية والفعلية والعقدية ، كل حسب بدعته لقوله عليه الصلاة والسلام : (( كل بدعة ضلالة )) [ مسلم ] .

1- احترام أصحابه وتعظيمهم ومحبتهم، لأنهم خير القرون فلا يجتمع حب رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، والنصح له ، وبغض أصحابه أو أحد منهم ، فمن سب الصحابة فقد قدح في الدين ، لأنهم هم الذين بلغوا دين الله عز وجل بعد وفاة نبيه ، صلى الله عليه وسلم ،، وفي ذلك قدح لله عز وجل وسب له ، وتشكيك في حكمته تعالى ، فالله جل وعلا قد اختار لنبيه ، صلى الله عليه وسلم ، ولحمل دينه من هم أهل لذلك لأن الله تعالى تكفل بحفظ دينه ، وهيئ له من العلماء من يبلغوه إلى الناس ، فالأمة لا تجتمع على ضلالة .

فمن النصح له ، صلى الله عليه وسلم ، محبة أصحابه لأنهم هم الذين بلغوا عنه هذا الدين ، فرضي الله عنهم أجمعين .

فاللهم صلي وسلم وزد وبارك على نبينا محمد ما غرد طير وصاح ، وصلي على محمد ما أظلم ليل وأشرق صباح .

8- محبة أهل بيته وصحابته صلى الله عليه وسلم ، :

إن محبة أهل بيت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ،، ومحبة أصحابه رضي الله عنهم، كل ذلك من محبته ، صلى الله عليه وسلم ، وهي محبة واجبة ، فمن أبغض أحداً من أهل بيت النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أو أحداً من صحابته الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم، فقد أبغض النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لأن محبته مقرونة بمحبتهم .

ولعلي لا أطيل على القارئ الكريم في هذه النقطة لأنني قد شرحت جزءاً منها في الفقرة السابقة لها ولكن هناك بعض الآثار التي تدل على محبة أهل بيته ، صلى الله عليه وسلم ، وصحابته رضي الله عنهم :


1- قال ، صلى الله عليه وسلم ،: (( أنشدكم الله أهل بيتي )) .


2- وقوله ، صلى الله عليه وسلم ، للعباس : ( وهو من أهل بيته ) ، : (( والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله ومن آذى عمي فقد آذاني ، وإنما عم الرجل صنو أبيه )) [ الترمذي وغيره ] .

3- قوله ، صلى الله عليه وسلم ، لأم سلمه : (( لا تؤذيني في عائشة )) [ فتح الباري وسير أعلام النبلاء ] .

4- قول عمر بن عبد العزيز لعبدالله بن الحسن بن حسين : ( إذا كانت لك حاجة فأرسل إلي ، أو اكتب فإني أستحي من الله أن يراك الله على بابي ) .

وهذا من تعظيمه t لأل بيت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، .

5- وقوله ، صلى الله عليه وسلم ، في صحابته : (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ )) [ ابوداود وغيره ] .


6- وقوله ، صلى الله عليه وسلم ، : (( لا تسبوا أصحابي فلو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهباً ما بلغ من أحدهم ولا نصيفه )) [ البخاري ومسلم ] .


7- قوله ، صلى الله عليه وسلم ، في الأنصار : (( اعفوا عن مسيئهم واقبلوا من محسنهم )) [ مسند أبي يعلى ] .

8- وقال مالك بن أنس : من غاظه أصحاب رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ،، فهو كافر لقوله تعالى : [ ليغيظ بهم الكفار ] ( الفتح 29) .

9- وقال عليه الصلاة والسلام : (( اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر )) [ الترمذي وغيره ] .



9- الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ، :

ومن حقه على أمته أن يصلوا عليه كلما ذكر عليه الصلاة والسلام ، قال تعالى : [ إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ] ( الأحزاب 56 ) . قال بن كثير في تفسير هذه الآية : [ أي أن الله تعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين وأن الملائكة تصلي عليه ثم أمر أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع عليه الثناء عليه من أهل العالَمْينِ : العلوي والسفلي جميعاً ] انتهى .

فالصلاة والسلام عليه واجبة على كل مؤمن ومؤمنة لما في ذلك من الأجر العظيم من الله جل وعلا ، ولما في ذلك أيضاً من طاعة لله تعالى عندما أمر المؤمنين بالصلاة والسلام عليه .

ولا يقتصر الإنسان على الصلاة أو التسليم بل يجمع بينهما ، فلا يقول : صلى الله عليه فقط , ولا عليه السلام فقط , هكذا قاله النووي رحمه الله , وقال : إذا صلي على النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فليجمع بين الصلاة والتسليم – أي ليقل عليه الصلاة والسلام – مصداقاً لقوله تعالى : [ ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ] ( الأحزاب 56 ) .



** حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، :


قال بن حجر رحمه الله في الفتح : [ أما حكمها ـ أي حكم الصلاة والسلام على النبي ـ فما صل ما وقفت عليه من كلام العلماء فيه عشرة مذاهب , أولها : قول بن جرير أنها , أنها مستحبه وادعى الإجماع على ذلك , ثانيها : أنها تجب في الجملة بغير حصر لكن أقل ما يحصل به الإجزاء مرة واحدة ، ثالثها: تجب في العمر في صلاة أو في غيرها وهي مثل كلمة التوحيد ، رابعها: تجب في القعود آخر الصلاة ، خامسها: تجب في التشهد ، سادسها: تجب في الصلاة من غير تعيين المحل ، سابعها: يجب الإكثار منها من غير تقييد بعدد ، ثامنها: كلما ذكر عليه الصلاة والسلام ، تاسعها: في كل مجلس مرة ولو تكرر ذكره مراراً ، عاشرها: في كل دعاء .
Admin
Admin
Admin

عدد المساهمات : 281
تاريخ التسجيل : 26/09/2012
العمر : 52

https://nm1771971.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته Empty رد: حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته

مُساهمة من طرف Admin السبت أكتوبر 06, 2012 12:08 pm

وذكر بعض العلماء ـ وهو الصحيح ـ أنها تجب مرة واحدة في العمر، وكذلك في المواطن التي يجب الصلاة والسلام عليه فيها .


** ومن أدلة وجوبها ما يلي :


قال تعالى : [ إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ] ( الأحزاب 56 ) .


وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يقول : ( من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً ) [ رواه مسلم ] .


وعن بن مسعود t أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال : ( أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة ) [ الترمذي وهو حسن صحيح ] .


وعن فضالة بنى عبيد t قال : ( سمع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، رجلاً يدعو في صلاته لم يمجد الله ولم يصل على النبي فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ،: عجل هذا ، ثم دعاه فقال له أو لغيره : إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد الله عز وجل والثناء عليه ، ثم ليصل على النبي ثم ليدع بما شاء ) [ رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وبن خزيمة وبن حبان وهو صحيح ] .


وعن أبي هريرة t قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، : (( رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصلي علي )) [ الترمذي وهو صحيح ] .


وروى الإمام أحمد عن علي بن الحسين عن أبيه أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال : (( البخيل من ذكرت عنده ثم لم يصل علي )) [ صحيح ] .


عن أبي هريرة t عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : (( ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم تِرةً ـ حسرة وندامة ـ يوم القيامة ، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم )) [ الترمذي وهو صحيح ] .

3- صدق الاتباع له ، صلى الله عليه وسلم ، ، فلا تتجاوز شريعته ولا تزاد ، ولا ينقص منها شئ فإن الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، الإمام في جميع العبادات ، فهو إمام هذه الأمة ومتبوعها ، ولا يحل لأحد أن يتبع سواه إلا من هو مبلغ عن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ، بحيث يكون واسطة بين المبلغ له والمبلغ عنه ، ولا يكون له شريعة مستقلة .

1- الذب عن شريعته ، صلى الله عليه وسلم ، وحمايتها بألا يزيد فيها أحد ماليس فيها ، أو أن ينتقصها أحد ، فيحارب أهل البدع القولية والفعلية والعقدية ، كل حسب بدعته لقوله عليه الصلاة والسلام : (( كل بدعة ضلالة )) [ مسلم ]

5- احترام أصحابه وتعظيمهم ومحبتهم، لأنهم خير القرون فلا يجتمع حب رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، والنصح له ، وبغض أصحابه أو أحد منهم ، فمن سب الصحابة فقد قدح في الدين ، لأنهم هم الذين بلغوا دين الله عز وجل بعد وفاة نبيه ، صلى الله عليه وسلم ،، وفي ذلك قدح لله عز وجل وسب له ، وتشكيك في حكمته تعالى ، فالله جل وعلا قد اختار لنبيه ، صلى الله عليه وسلم ، ولحمل دينه من هم أهل لذلك لأن الله تعالى تكفل بحفظ دينه ، وهيئ له من العلماء من يبلغوه إلى الناس ، فالأمة لا تجتمع على ضلالة .



فمن النصح له ، صلى الله عليه وسلم ، محبة أصحابه لأنهم هم الذين بلغوا عنه هذا الدين ، فرضي الله عنهم أجمعين .


فاللهم صلي وسلم وزد وبارك على نبينا محمد ما غرد طير وصاح ، وصلي على محمد ما أظلم ليل وأشرق صباح .




8- محبة أهل بيته وصحابته صلى الله عليه وسلم ، :


إن محبة أهل بيت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ،، ومحبة أصحابه رضي الله عنهم، كل ذلك من محبته ، صلى الله عليه وسلم ، وهي محبة واجبة ، فمن أبغض أحداً من أهل بيت النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أو أحداً من صحابته الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم، فقد أبغض النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لأن محبته مقرونة بمحبتهم .




ولعلي لا أطيل على القارئ الكريم في هذه النقطة لأنني قد شرحت جزءاً منها في الفقرة السابقة لها ولكن هناك بعض الآثار التي تدل على محبة أهل بيته ، صلى الله عليه وسلم ، وصحابته رضي الله عنهم :




1- قال ، صلى الله عليه وسلم ،: (( أنشدكم الله أهل بيتي )) .


2- وقوله ، صلى الله عليه وسلم ، للعباس : ( وهو من أهل بيته ) ، : (( والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله ومن آذى عمي فقد آذاني ، وإنما عم الرجل صنو أبيه )) [ الترمذي وغيره ] .



** المواطن التي تجب فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، :

1- وهو أهمها وأكبرها وقد أجمع المسلمون على مشروعيته وذلك في التشهد الأخير في الصلاة، وهي ركن من أركان الصلاة الأربعة عشر، من تركها متعمداً بطلت صلاته، فقد أخرج البيهقي بسند قوي عن الشعبي وهو من كبار التابعين قال: [ من لم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم ، في التشهد فليعد صلاته ] ، وفي ذلك أيضاً حديث فضالة السابق وهو صحيح فليراجع .


2- في صلاة الجنازة ، بعد التكبيرة الثانية ، فقد ورد في السنة ، أنه بعد التكبيرة الأولى : يقرأ الفاتحة ، وبعد التكبيرة الثانية : يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ،، وبعد التكبيرة الثالثة : يدعو للميت ، وبعد التكبيرة الرابعة : ينتظر قليلاً ثم يسلم تسليمة واحدة عن يمينه .


3- في الخطب : كخطبة الجمعة والعيدين والاستسقاء وغيرها .


4- بعد إجابة المؤذن ، لما روى الإمام أحمد رحمه الله عن عبدالله بن عمرو بن العاص ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : (( إذا سمعتم مؤذناً فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا علي ، فإنه من صلى علي صلى الله عليه بها عشراً ...... )) [ صحيح ] .


5- عند ذكره صلى الله عليه وسلم ، أو كتابته ، لقوله صلى الله عليه وسلم ،: (( البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي )) [ الترمذي وهو حسن صحيح ] ، وذكر بن حجر في فتح الباري، من حديث أبي هريرة مرفوعاً : (( من ذكرت عنده ولم يصل علي فمات فدخل النار فأبعده الله )) [ الترمذي وصححه الحاكم وله شواهد ] .


6- يوم الجمعة وليلتها، فعن أوس بن أوس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (( إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة ، فيه خلق أدم-عليه السلام- وفيه قبض ، وفيه النفخة ، وفيه الصعقة ، فأكثروا علي من الصلاة ، فإن صلاتكم معروضة علي)) قالوا : يا رسول الله : كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت- أي بليت- قال : (( إن الله قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام )) [ النسائي وصححه الألباني ] .


7- عند دخول المسجد والخروج منه , عن فاطمة قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم , وقال : ( رب إغفر لي ذنوبي , وأفتح لي أبواب رحمتك ) وإذا خرج صلى الله عليه وسلم ،, قال : ( رب إغفر لي ذنوبي , وأفتح لي أبواب فضلك ) [ رواه الترمذي وصححه الألباني ] .


8- ذكر صلى الله عليه وسلم ، والصلاة عليه في كل وقت لقوله صلى الله عليه وسلم ،: ( إن لله ملائكة سياحين يبلغوني من أمتي السلام ) [ رواه أحمد والنسائي وهو صحيح ] .


9- قبل الدعاء وبعده , فالداعي يبدأ بحمد الله والثناء عليه , ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ،, ثم يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخره , ثم يختم دعاؤه بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ،, لما ورد: ( الدعاء بين الصلاتين علي لايرد ) [ أورده الجزائري في هذا الحبيب ] . ولقول عبدالله بن مسعود tإذا أراد أحدكم أن يسأل الله شيئاً فليبدأ بحمد الله والثناء عليه بما هو أهله ثم يصلي على النبيr, وقد ذكرت في حديث سابق أن صلى الله عليه وسلم ، سمع رجلاً يدعو ولم يمجد الله ويثني عليه ولم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ،, فقال النبي r: ( عجل هذا ) ثم دعاه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له أو لغيره: (( إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله عز وجل والثناء ، ثم ليصل على النبي ثم ليدع بعد بما شاء)) [ حديث صحيح رواه الحاكم وغيره ] .


10- عند كتابة أو قراءة اسمه صلى الله عليه وسلم ، : بما أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، مشروعة في الصلوات في التشهد ، وغير ذلك من المواضع ، فهي تتأكد عند كتابة اسمه في كتاب أو مؤلف أو رسالة أو مقال أو نحو ذلك ، والمشروع أن تكتب كاملة تحقيقاً بما أمرنا الله به ، وليتذكرها القارئ عند المرور عليها ولا ينبغي عند الكتابة الاقتصار في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على كلمة (ص) أو ( صلعم) وما أشبهها من الرموز التي قد يستعملها بعض الكتاب والمؤلفين لما في ذلك من مخالفة أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بقوله : ( صلوا عليه وسلموا تسليماً ) [ الأحزاب 56 ] ، مع انه لا يتم بها المقصود وتنعدم الأفضلية الموجودة في كتابة ( صلى الله عليه وسلم ، ) كاملة ، وقد لا ينتبه لها القارئ أو لا يفهم المراد بها ، علماً بأن الرمز لها قد كرهه أهل العلم وحذروا منه .

فقد ذكر بن الصلاح في كتابه علوم الحديث المعروف بمقدمة بن الصلاح : { التاسع : أن يحافظ على كتابة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،عند ذكره ولا يسأم من تكرير ذلك عند تكراره فإن ذلك من اكبر الفوائد التي يتعجلها طلبة الحديث وكتبته ومن أغفل ذلك فقد حرم حظاً عظيماً } .

وقد رأينا لأهل ذلك منامات صالحة ، وما يكتبه من ذلك فهو دعاء يثبته لا كلام يرويه .


وقال بن الصلاح : ثم ليتجنب في إثباتها نقطتين :


أحدهما: أن يكتبها منقوصة رامزاً إليها بحرفين أو نحو ذلك .


الثاني: أن يكتبها منقوصة معنى بألا يكتب (وسلم) وروي عن حمزة الكناني رحمه الله تعالى أنه كان يقول : كنت أكتب الحديث وكنت أكتب عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا أكتب ( وسلم ) فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ، في المنام فقال لي : مالك لا تتم الصلاة علي ؟ قال : فما كتبت بعد ذلك صلى الله عليه وسلم ، إلا كتبت ( وسلم ) ، وقال بن الصلاح : ويكره كتابة ( عليه السلام ) .


وقال العلامة السخاوي رحمه الله تعالى في كتابه { فتح المغيث شرح ألفية الحديث للعراقي } [ واجتنب أيها الكاتب ( الرمز لها) أي الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في خطك بأن تقتصر منها على حرفين ونحو ذلك فتكون منقوصة كما يفعله بعض الجهلة وعوام الطلبة فيكتبون بدلاً من صلى الله عليه وسلم ،(ص) أو (صم) أو (صلعم) .


وقال السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي : [ ويكره الاقتصار على الصلاة أو التسليم هنا وفي كل موضع شرعت فيه الصلاة كما في شرح مسلم وغيره لقوله تعالى : ( صلوا عليه وسلموا تسليما ) [ الأحزاب 56 ] , إلى أن قال : ويكره الرمز لها في الكتابة بحرف أو حرفين كمن يكتب ( صلعم ) بل يكتبها بكمالها .




فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يحافظ على الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ، في كل وقت وحين ويلتمس الأفضل وما فيه زيادة في الأجر والثواب , وأن يترك الشيطان وتسويله وتهوينه مثل هذه الأمور , التي هي من آكد حقوق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته .




ومواطن الصلاة فيها على النبي صلى الله عليه وسلم ، كثيرة ذكرها أهل العلم في كتبهم وسأجمل بعضها :


11- في آخر القنوت .


12- على الصفا والمروة . عند الاجتماع في المجالس .

13- عند الفراغ من التلبية .


14- عند استلام الحجر الأسود في الطواف .


15- عند إلقاء الدروس والمحاضرات والندوات .


16- عقب ختم القرآن .


17- عند القيام من المجلس .


18- عند المرور على المساجد ورؤيتها .


19- عند الهم والغم والشدائد .


20- عند طلب المغفرة والرحمة من الله عز وجل .


21- في أول النهار وآخره .


22- عقب الذنب أو المعصية إذا أراد المذنب أو العاصي أن يكفر الله عنه .


23- عند خطبة الرجل المرأة .


24- عند دخول المنزل .


25- كلما ذكر الله عز وجل .


26- إذا نسي الشيء وأراد ذكره .


27- عند النوم .


28- عقب الصلوات .


29- عند طنين الأذن .




كان هذا بعض ماذكره أهل العلم من مواطن ذكره صلى الله عليه وسلم ،, وإلاّ فذكره في كل وقت وحين فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول : ( من صلّى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً ) فصلوات ربي وسلامه عليه مادامت السموات والأرض قائمتين , وما دامت الشمس والقمر دائبين .




** فوائد وثمرات الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، :


1-امتثال أمر الله عز وجل، حيث قال جل من قائل سبحانه ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ) [ الأحزاب 56 ] .


2-القرب منه صلى الله عليه وسلم ، يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم ،: (( أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم على صلاة )) [ الترمذي وهو حسن صحيح ] .


3-حصول عشر صلوات من الله على المصلي عليه مرة، لقوله صلى الله عليه وسلم ،: (( من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشراً )) [ مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي] .


4-يرفع له عشر درجات .


5-يكتب له عشر درجات .


6-يمحى عنه عشر سيئات : ودليل ذلك ما رواه أبي بردة t : (( من صلى علي من أمتي صلاة مخلصاً من قلبه صلى الله عليه بها عشر صلوات ، ورفعه بها عشر درجات ، وكتب له بها عشر حسنات ، ومحا عنه عشر سيئات )) [ صححه بن حبان ورواه النسائي ] ذكره بن حجر في الفتح 12/458 وذكر مثله في تيسير العلي القدير 3/514 .


7-فيها كفاية من الله تعالى لما يصيب الإنسان من هم ، ولذلك لما قال الصحابي للنبي صلى الله عليه وسلم ، أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك ؟ قال : (( إذن يكفيك الله ما أهمك من دنياك وأخراك )) [ رواه أحمد وهو صحيح ] .


8-أنه يرجى إجابة الدعاء إذا قدمت قبله وبعده ، وقد مر بنا دليل ذلك ، في الرجل الذي بين له النبي صلى الله عليه وسلم ،، أنه بعد تمجيد الله والثناء عليه ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ،، ثم ليدع بما شاء وفي صحيح النسائي للألباني : (( سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رجلاً يصلي ، فمجد الله وحمده وصل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،: (( ادع تُجب ، وسل تُعطه )) .


9-أنها سبب لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ،، عن عبدالله بن عمرو بن العاص، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول: (( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً ، ثم سلوا الله عز وجل لي الوسيلة ، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله تعالى وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة )) [ أبو داود وغيره وهو صحيح ] .


10-أنها سبب لمغفرة الذنوب : قال لرجل النبي صلى الله عليه وسلم ،: أفأجعل لك صلاتي كلها ؟ قال : (( إذن يغفر لك الله ذنبك كله )) [ صحيح ] .


11-أنها سبب لقضاء الحوائج : عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن رجلاً قال: يا رسول الله : إن المؤذنين يفضلوننا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،: (( قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تُعطه)) [ أبو داود وقال الألباني حسن صحيح ] .


12-أنها سبب لطيب المجلس وأنه لايعود حسرة على أهله يوم القيامة ، قال r: (( ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم تِرةً يوم القيامة ، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم )) [ الترمذي وهو صحيح]


13-أنها تنفي عن العبد اسم البخل إذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم ، عند ذكره ، قال r: (( البخيل من ذكرت عنده ثم لم يصل علي)) [رواه الترمذي وهوحسن صحيح ].


14- أنها نجاة له من الدعاء عليه برغم الأنف إذا تركها عند ذكره صلى الله عليه وسلم ،، قال r: (( رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي )) [ الترمذي وهو صحيح ] .


15- أنها تدل صاحبها على طريق الجنة وتخطي بتاركها عن طريقها ، قال صلى الله عليه وسلم ،: (( من نسي الصلاة علي خطئ طريق الجنة )) [ رواه بن ماجة وهو حسن صحيح ] .


16- خروج العبد من الشقاء عندما يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، عند ذكره ، قال r: (( شقي عبد ذكرت عنده فلم يصلي علي )) [ رواه الطبراني ] .


17-أنه يخرج بها العبد من الجفاء ، قال صلى الله عليه وسلم ،: (( من الجفاء أن أذكر عند رجل فلا يصلي علي )) [ مصنف عبد الرزاق ] .


18-أنها سبب لعرض أسم المصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، وذكره عنده، كما قال r: (( فإن صلاتكم معروض علي )) [ أبو داود باسناد صحيح ] .


19-أنها سبب لصلاة الملائكة على العبد، قال صلى الله عليه وسلم ،: (( ما من مسلم يصلي علي إلا صلت علية الملائكة ما صلى علي ، فليقلَّ العبد من ذلك أو ليكثر )) [ صحيح بن ماجة باختصار السند ] .


20-أنها تقوم مقام الصدقة لمن لا يستطيع التصدق لعسرته .


21-أنها سبب لتبشير العبد بالجنة قبل موته .


22-أنها زكاة للمصلي وطهارة له .


23-أنها سبب للنجاة من أهوال يوم القيامة .


24-أنها سبب لرد النبي صلى الله عليه وسلم ، على من صلى وسلم عليه .


25-أنها سبب لتذكر العبد ما نسيه .


26-أنها سبب لنفي الفقر .


27-أنها تنجي من نتن المجلس الذي لا يذكر الله فيه ورسوله صلى الله عليه وسلم ،.


28-أنها سبب لوفور نور العبد على الصراط .


29-أنها سبب للبركة للمصلي .


30-أنها سبب لنيل رحمة الله تعالى .


31-أنها سبب لمحبة المصلي للنبي صلى الله عليه وسلم ،.


32-أنها سبب لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم ،للمصلي .


33-أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه .


وفوائد وثمرات الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ،كثيرة وجمة ، ولعلي أسهبت في بعضها واختصرت البعض وفيما ذكرت منها وأشرت إليه كفاية بإذن الله تعالى لمن أراد التدبر والتذكر وحصول الفائدة والأجر .

فاللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
Admin
Admin
Admin

عدد المساهمات : 281
تاريخ التسجيل : 26/09/2012
العمر : 52

https://nm1771971.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته Empty رد: حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته

مُساهمة من طرف Admin السبت أكتوبر 06, 2012 12:11 pm



** صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، :


كثرت الأحاديث بصيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ،في كتب أهل الحديث ، وتطبيقاً للسنة في ذلك فسأذكرها إنشاء الله تعالى معزوة إلى مصدرها حتى تعم الفائدة ويحصل الخير بإذن الله عز وجل ، في تنوع الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ،.


1-روى البخاري في صحيحه عن كعب بن عجرة قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فقلنا: يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك ، فكيف نصلي عليك ؟ قال: (( قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد )) .


2-وروى البخاري أيضاً عن أبي سعيد الخدري قال : قلنا يا رسول الله هذا السلام عليك فكيف نصلي ؟ قال : قولوا : (( اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ، كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم )) .


3-وروى البخاري أيضاً عن أبي حميد الساعدي أنهم قالوا : يا رسول الله كيف نصلي عليك ؟ قال : قولوا : (( اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته ، كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزوجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد)) .


4-وعند أبي داود ، وصححه الألباني ، عن أبي مسعود الأنصاري قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد : أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،حتى تمنين أنه لم يسأله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،: قولوا : (( اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم ، إنك حميد مجيد )) .




5-وعن الحكم ، قال : (( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم ، في العالمين إنك حميد مجيد )) [ أبو داود وهو صحيح ] .


6-وعن عقبة بن عمرو قال : قولوا : (( اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد )) [ أبو داود وهو صحيح ] .


7-وعند بن ماجة وهو صحيح ، من حديث أبي حميد الساعدي أنهم قالوا : يا رسول الله ، أمرنا بالصلاة عليك ، فكيف نصلي عليك ؟ فقال : قولوا : (( اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته ، كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد وأزواجه وذريته ، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد )) .


8-وعند النسائي وصححه الألباني من حديث أبي مسعود ، قال صلى الله عليه وسلم ،: قولوا : (( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم ، في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما علمتم )) .


9-وعن طلحة بن عبدالله، قال : قلنا : يا رسول الله كيف الصلاة عليك ؟ قال : قولوا : (( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد )) [ صحيح النسائي ] .


10- وعند النسائي أيضاً وصححه الألباني من حديث أبي سعيد الخدري ، قال : قولوا : (( اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ، كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد وآل محمد ، كما باركت على إبراهيم )) .


11- أورد بن كثير رحمه الله في تفسيره ، قال : روى ابن أبي حاتم عن كعب بن عجرة قال : لما نزلت (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً )) قال : قلنا يا رسول الله قد علمنا السلام عليك ، فكيف الصلاة عليك ؟ قال : قولوا : (( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد )) [ حديث صحيح ] .


وقد أورد أهل العلم في كتبهم الكثير من صيغ الصلاة على النبيصلى الله عليه وسلم ،وفيما ذكرت كفاية بإذن الله تعالى .




أمور يجب الحذر منها تتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم ، :

أولاً : إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم ، :

الكذب صفة مذمومة ، ممقوتة ، يبغضها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ،، ولا يرضى بها مؤمن ، قال الله جل وعلا : ( ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين ) [ آل عمران 61] ، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ،أن صفة الكذب تهدي بصاحبها إلى الفجور ، ولاشك أن الفجور من الأسباب التي بصاحبها إلى نار جهنم - والعياذ بالله – فقال صلى الله عليه وسلم ،: ( وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ) [ متفق عليه ] . وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم ،من الكذب ، فقال : ( ويل لمن كذب ليضحك به الناس ويل له ويل له ) فمن كذب مازحاً ليضحك الناس عده النبي صلى الله عليه وسلم ،محرماً وصاحبه موعود بويل ، وويل هذا وادٍ في جهنم ، فإذا كان هذا عاقبة الكذب على الناس وللناس ، فما بالك أخي الكريم بمن كذب على النبي صلى الله عليه وسلم ،متعمداً ، فلا شك أن مقره قعر جهنم – أعاذنا الله منها – لأن الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ،ليس ككذب على أحد من الناس لأنه لاينطق عن الهوى وإنما يعلمه ربه بما يوحيه إليه عن طريق جبريل عليه السلام أو مايلقيه في روحه ، فكل مايقوله النبي صلى الله عليه وسلم ،مما أنزله الله من كلامه سبحانه ، أو أحاديثه صلى الله عليه وسلم ،كل ذلك مما يوحيه الله إليه ، فالكذب عليه في ذلك موجب لدخول النار ، وقد صرح بذلك نبي الأمة صلى الله عليه وسلم ،فقال : ( من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) [ صحيح بن ماجة ] . وقال صلى الله عليه وسلم ،: ( لاتكذبوا علي فإن الكذب علي يولج النار ) [ صحيح بن ماجه ] . فكل من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم ،فهو واقع في هذا الوعيد الشديد ، وكذلك من دل على ذلك أو رضي به أو روى به .

وفي الحديث الحسن الذي رواه أبو قتاده رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،يقول : ( إياكم وكثرة الحديث عني ، فمن قال علي فليقل حقاً أو صدقاً ، ومن تقول علي مالم أقل فليتبوأ مقعده من النار ) [ بن ماجه ] .

ولهذا كان أنس بن مالك إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،حديثاً ففرغ منه قال : أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،، تنبيهاً على أن ما ذكره نُقل بالمعنى ، وأما اللفظ فيحتمل أن يكون لفظاً أخر ، وذلك أيضاً خوفاً من الزيادة أو النقص عما قاله صلى الله عليه وسلم ،، فهنيئاً لهم ذلك الحرص في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،.

ومن حرص السلف عن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : قلنا لزيد بن أرقم : حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،قال : كبرنا ونسينا والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،شديد .

وقال الشعبي : جالست ابن عمر سنة فما سمعته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،شيئاً .

وما ذاك إلا خوفاً من الإفراط والتفريط في النقل عنه صلى الله عليه وسلم ،، وهذا في المجالس المعتادة مع الناس ، أما مجالس العلم فلا بد من التبليغ عنه صلى الله عليه وسلم ،ما علمه العلماء من أحاديثه ، لأنه أمر بذلك فقال عليه الصلاة والسلام : (( بلغوا عني ولو آية ))

[ البخاري ] ، والعلماء ورثة الأنبياء ، والأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر .

وفي صحيح البخاري عن علي بن الجعد ، قال : أخبرنا شعبة قال : أخبرني منصور ، قال: سمعت ربعي بن حراش ، يقول : سمعت علياً يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم ،: (( لا تكذبوا علي فإنه من كذب علي فليلج النار )).

وعند مسلم : (( من يكذب علي يلج النار )) والكذب هنا هو الإخبار بالشي بخلاف ما هو عليه سواءً كان عمداً أم خطأ ، والمخطئ وإن كان غير مأثوم بالإجماع ، ولكن الإكثار من الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ،قد يوقع صاحبه في الخطأ وهو لا يشعر فإنه وإن لم يأثم بالخطأ لكن قد يأثم بالإكثار إذا الإكثار مظنة الخطأ وإذا حدث الثقة بالخطأ فحمل عنه وهو لا يشعر انه خطأ فإنه يعمل به على الدوام للوثوق بنقله ، فيكون سبباً للعمل بما لم يقله الشارع ، فمن خشي من إكثار الوقوع في الخطأ لا يؤمن عليه الإثم إذا تعمد الإكثار ، فمن أجل هذا ، عندما سئل الزبير إني لا أسمعك تحدث عن رسول اللهصلى الله عليه وسلم ،كما يحدث فلان وفلان ، قال : أما إني لم أفارقه ، ولكن سمعته يقول : (( من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار))

[ البخاري ] .

قال أبو عيسى ( الترمذي ) : سألت عبد الله بن عبد الرحمن أبا محمد( الدارمي الإمام الحافظ) عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم ،: (( من حدث عني حديثاً وهو يرى أنه كذب ، فهو أحد الكاذبين )) قلت له : من روى حديثاً وهو يعلم أن إسناده خطأ أيخاف أن يكون قد دخل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ،أو إذا روى الناس حديثاً مرسلاً فأسنده بعضهم أو قلب إسناده يكون قد دخل في هذا الحديث ؟ فقال : لا ، إنما معنى هذا الحديث إذا روى الرجل حديثاً ولا يعرف لذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ،أصل فحدث به فأخاف أن يكون قد دخل في هذا الحديث .



ثانياً : سَبُّه صلى الله عليه وسلم ، أو الاستهزاء به :

لا يشك مسلم أن سب النبي صلى الله عليه وسلم ،كفر بواح والحاد سافر ، وإنها والله لجرأة عليه صلى الله عليه وسلم ،يحزن لها كل مسلم ، ويدمي لها قلب كل مؤمن .

فسبه صلى الله عليه وسلم ،أو الاستهزاء به كفر صريح لا شك فيه، ومما يوجب اللعنة والعار ، والخلود في النار ، وغضب الجبار ، والخروج من دائرة الإسلام والإيمان إلى حيز الشرك والنفاق والكفران .

كيف لا ؟ وقد صرح بها كتاب الله عز وجل في قوله تعالى : ( قل أبا لله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) [ التوبة 65/66 ] .

ونزلت هذه الآية في قوم من المنافقين في غزوة تبوك وكانوا يقولون في النبي صلى الله عليه وسلم ،وأصحابه ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ، ولا أكذب ألسناً ، ولا أجبن عند اللقاء ، وذلك استهزاءً وسخرية وتثبيطاً للمؤمنين في تلك الغزوة ، فأنزل الله تعالى فيهم قرآناً يتلى إلى يوم القيامة حاكماً بكفرهم وكفر أمثالهم ممن يستهزئون بالنبي صلى الله عليه وسلم ،أو بما جاء به ، أو سبه عليه الصلاة والسلام فقد ثبت في سنن النسائي بسند صححه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم ،قد أهدر دم امرأة كانت تقع فيه عليه الصلاة والسلام بالسب والشتم وما ذلك إلا لعظم هذا الأمر عند الله تعالى وعند رسوله صلى الله عليه وسلم ،، وعند كل مؤمن ومؤمنة، فالله جل وعلا له صفة الكمال سبحانه ، وكتابه من كلامه سبحانه وهو من صفات كماله تعالى ، ورسوله صلى الله عليه وسلم ،أكمل الخلق وسيدهم وخاتم المرسلين وخليل رب العالمين ، فاصطفاه الله جل شأنه لتبليغ كلامه وما ذاك إلا لمنزلته عند ربه سبحانه، فمن استهزأ بالله أو كتابه أو رسوله أو شئ من دينه فهو كافر كفراً ظاهراً ونفاقاً سافراً ، وهو عدو لرب العالمين وكفر برسوله الأمبن صلى الله عليه وسلم ،.

وقد نقل غير واحد من أهل العلم إجماع العلماء على كفر من سب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ،أو تنقصه وعلى وجوب قتله .

قال الإمام أبو بكر بن المنذر رحمه الله { أجمع جماعة العلماء على أن حد من سب النبي صلى الله عليه وسلم ،القتل وممن قاله مالك والليث وأحمد وإسحاق وهو مذهب الشافعي } انتهى .

فلا شك أن سب النبي صلى الله عليه وسلم ،أو الاستهزاء به أو تنقصه أو احتقاره فلا شك أن ذلك كفر وصاحبه حلال الدم والمال .

وقال القاضي عياض: { أجمعت الأمة على قتل متنقصه- صلى الله عليه وسلم ،– من المسلمين وسابه } انتهى .

وقال محمد بن سحنون من أئمة المالكية {أجمع العلماء على أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم ،والمتنقص له كافر والوعيد جاء عليه بعذاب الله له ، وحكمه عند الأئمة القتل ، ومن شك في كفره وعذابه كفر }انتهى.

وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله { أن الساب - أي من سب الرسول ، صلى الله عليه وسلم ،إن كان مسلماً أنه يكفر ويقتل بغير خلاف ، وهو مذهب الأئمة الأربعة وغيرهم } انتهى .

وعلى ما ذكرنا أنفاً ، فإن من سب النبي صلى الله عليه وسلم ،أو استهزاء به أو بشيء مما جاء به أو تنقصه أو احتقره فهو كافر محكوم بكفره ويقتل ردة ، حتى قال بعض أهل العلم أنه لا يستتاب ، بل يقتل فوراً ، وسواءً كان ذلك السب فعلاً أو قولاً ، كمن يرسم صورة له صلى الله عليه وسلم ،في شكل مخز أو مضحك .

وعلى كل مسلم أن يذب ويرد عن نبيه صلى الله عليه وسلم ،ولا يقف حيال ذلك الأمر مكتوف اليدين فالأمر في ذلك خطير وعظيم .

ثالثاً : الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ، :


مما سرى في المسلمين في هذا العصر وما سبقه من الأعصار من التشبه بالكفار ، التشبه بالنصارى في عمل ما يسمى بالاحتفال بالمولد النبوي ، يحتفل جهلة المسلمين أو العلماء المضلين في ربيع الأول من كل سنة بمناسبة مولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، ، فمنهم من يقيم هذا الاحتفال في المساجد ومنهم من يقيمه في البيوت أو الأمكنة المعدة لذلك ويحضره جموع كثيرة من دهماء الناس وعوامهم ، يعملون ذلك تشبهاً بالنصارى في ابتداعهم الاحتفال بمولد المسيح عليه السلام . ولا ريب أن الله سبحانه وتعالى بعث نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم ، بالهدى ودين الحق ، وهى العلم النافع والعمل الصالح ، ولم يقبضه إليه حتى أكمل له ولأمته الدين وأتم عليهم النعمة كما قال سبحانه وتعالى : [ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ] "المائدة3 " فبين الله سبحانه وتعالى بهذه الآية الكريمة أن الدين قد كمل والنعمة قد أتمت ، فمن زعم أن يُحدث حدثاً يزعم أنه مشروع وأنه ينبغي للناس أن يهتموا به ويعملوا به فلازم قوله أن الدين ليس بكامل بل هو محتاج إلى مزيد وتكميل ، ولا شك أن ذلك باطل ، بل من أعظم الفرية على الله سبحانه والمصادمة لهذه الآية الكريمة ، ولو كان الاحتفال بيوم المولد النبوي مشروعاً لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم ، لأمته لأنه أنصح الناس لهم ، وليس بعده نبي يبين ما سكت عنه من حقه ، لأنه صلى الله عليه وسلم ، خاتم النبيين ، وقد أبان للناس ما يجب له من الحق كمحبته واتباع شريعته والصلاة والسلام عليه وغير ذلك من حقوقه الموضحة في الكتاب والسنة ولم يذكر لأمته أن الاحتفال بيوم مولده أمر مشروع حتى يعملوا بذلك ولم يفعله صلى الله عليه وسلم ، طيلة حياته ، ثم الصحابة رضي الله عنهم أحب الناس له وأعلمهم بحقوقه لم يحتفلوا بهذا اليوم لا الخلفاء الراشدون ولا غيرهم ، ثم التابعون لهم بإحسان في القرون الثلاثة المفضلة لم يحتفلوا بهذا اليوم .


أفتظن أن هولاء كلهم جهلوا حقه أو قصروا فيه حتى جاء المتأخرون فأبانوا هذا النقص وكملوا هذا الحق ؟ لا والله ، ولن يقول هذا عاقل يعرف حال الصحابة وأتباعهم بإحسان .


وإذا عُلم أن الاحتفال بيوم المولد النبوي لم يكن موجوداً في عهده صلى الله عليه وسلم ، ولا في عهد أصحابه الكرام ولا في عهد أتباعهم في الصدر الأول ، ولا كان معروفاً عندهم . عُلم أن ذلك بدعه محدثة في دين الله لا يجوز فعلها ولا إقرارها ولا الدعوة إليها ، بل يجب إنكارها والتحذير منها عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم ، في خطبة الجمعة : { خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة } ، وقوله عليه الصلاة والسلام : { عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة } ، وقوله عليه الصلاة والسلام : { من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد } ، وقوله صلى الله عليه وسلم ، :{ من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد } ، فكل عمل ليس عليه أمر الشارع فهو رد ومردود على صاحبه وعليه النكال وله الويل من الخالق سبحانه ، فمن كان عمله خارجاً عن الشرع المطهر وليس متقيداً به فهو مردود ولا يزيد صاحبه إلا بُعداً عن الله تعالى ، ولا يزيده إلا مقتاً وخساراً ، ويذهب ذلك العمل هباءً منثوراً لمخالفته الواضحة لدين الله تعالى ، والله جل وعلا قد تكفل بدينه وحفظه : [ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ] " الحجر9 " .


فمن شرع لأولئك الفئام من الناس هذا الدين الذي ابتدعوه ؟ أهو الهوى ؟ أم الشيطان ؟ أم لهم شركاء وآلهة أخرى غير الله تُشرع لهم ديناً غير دين الله تعالى فتُحلل وتُحرم لهم ؟


قال تعالى : [ أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ]
"الشورى 21 " ، وقد ختم الله جل وعلا هذه الآية بقوله : [ وإن الظالمين لهم عذاب أليم ] ، فهؤلاء ظلمة ، ظلمة لأنفسهم ، ظلمة لدينهم ، ظلمة لا خوانهم المسلمين الذين يأتون من بعدهم ، ويجدون تلك البدع والخرافات ، والأهواء والمنكرات ؟ فإن الله جلت قدرته قد حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرماً .



فمن أشد الظلم وأقبحه وأشنعه أن يتعدى الإنسان على ربه ، بأن يُشرّع للناس عبادة لم يأذن بها الله عز وجل ، ليحذر أولئك من شديد عقابه ، وأليم عذابه ، فالنبي صلى الله عليه وسلم ، ترك هذه الأمة على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ، وقد أوضح صلى الله عليه وسلم ، لهذه الأمة قبل موته عليه الصلاة والسلام أنه ترك فيها ما إن تمسكت به فلن تَضل أبداً ، كتاب الله عز وجل وسنته صلى الله عليه وسلم ، ، فمن أراد أن يزيد في الدين ما ليس منه ، فالدين بريء منه وزيادته مردودة عليه ، وهو مأزور غير مأجور آثم ببدعته تلك .


قال صلى الله عليه وسلم ، : { تركتكم على بيضاء نقية ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك } ( الترمذي وأبوداود والحاكم ) .


وقال أبو ذر رضي الله عنه : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما طائر يحرك جناحيه في السماء إلا وقد ذكر لنا منه علماً .


وقال العباس رضي الله عنه : والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى ترك السبيل نهجاً واضحاً وأحل الحلال وحرم الحرام ، ونكح وطلق وحارب وسالم . ولو تصفحنا كتاب الله عز وجل صفحة صفحة وسطراً سطراً ، لمَا وجدنا آية فيه تدل على أنه يُحتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ، ، وكذلك في السنة لا يوجد حديث ولا أثر صحيح يُعتمد عليه يدل على ذلك .


فمن أين جاء أولئك الناس بهذا الاحتفال المبتدع في دين الله .


فكثرة وقوع الحوادث التي لا أصل لها في الكتاب ولا في السنة ، إنما هو من ترك الاشتغال بأوامر الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكذلك ترك اجتناب النواهي ، فلو أن من أراد أن يعمل عملاً في الدين سأل العلماء الربانيين ، علماء أهل السنة والجماعة ، عما شرعه الله في ذلك فامتثله وأطاعه ورضي به وانتهى عما فيه نهي ، لوقعت كل الأعمال مقيدة بالكتاب والسنة .


ولكن المصيبة والطامة الكبرى أن العامل يعمل بمقتضى رأيه وهواه ، فتقع الحوادث مخالفة لما شرع الله .


فمن امتثل أمر الله تعالى وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم ، واشتغل بذلك عما سواه حصلت له النجاة في الدنيا والآخرة ، ومن خالف ذلك واشتغل بخواطره وهواه وانقاد وراء المخططات الصهيونية والنصرانية وغيرها من مخططات أعداء الدين وقع فيما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم ، من حال أهل الكتاب ـ اليهود والنصارى ـ الذين هلكوا بكثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم وعدم انقيادهم وطاعتهم لرسلهم ، وابتداعهم في دينهم ، فكانوا فريسة وصيداً سهلاً في أيدي المسلمين آنذاك .


فهل نحذوا حذوهم ، ونقتفي أثرهم ، وهم على الباطل والضلال ، والزيغ والإنحلال ؟ لا والله ؟ لا ينبغي هذا . بل الواجب التمسك بالدين الإسلامي الحنيف ، الذي لا نُصرة للمسلمين إلا بتمسكهم به ، ولا رِفعة لهم إلا بتقيدهم به ، وأن نترك الابتداع في دين الله عز وجل .


فأمور الأعياد المخالفة للشرع والاحتفالات المصادمة للدين ليست من شعار المسلمين بل أن : { من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه } ( الترمذي وهو حسن ) ، ويبتعد عن الشبهات ، ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه .


فأمر ليس في كتاب الله وليس في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، لا يعنينا الاهتمام به ، ولا حتى النظر إليه ، ولا التفكير فيه ، فمن أراد عمله عليه قبل ذلك أن يسأل أهل العلم عن ذلك ، حتى يكون على بصيرة من دينه ، قال تعالى : [ فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ]" النحل 43" .


والسؤال هنا :
Admin
Admin
Admin

عدد المساهمات : 281
تاريخ التسجيل : 26/09/2012
العمر : 52

https://nm1771971.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته Empty رد: حق النبي صلى الله عليه وسلم ، على أمته

مُساهمة من طرف Admin السبت أكتوبر 06, 2012 12:13 pm

والسؤال هنا :


ماذا يحدث في هذا المولد ؟


إن غالب هذه الاحتفالات مع كونها بدعة مخالفة للدين فهي لا تخلوا من اشتمالها على منكرات أخرى مثل :


1ـ إختلاط الرجال بالنساء ، مما قد يُفضي إلى أمور محرمة بين الجنسين ، بل إن ذلك يحصل غالباً في هذه الأعياد المبتدعة المنكرة وكيف يدعي أولئك حُب النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم يخالفون أمره ، فيحصل الاختلاط بين الرجال والنساء ، وقد حذر عليه الصلاة والسلام من الدخول على النساء غير المحارم حتى أنه قال في الحمو : الحمو الموت .


فكيف يدّعون حبهم واحتفالهم بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم يُقدّمون في هذا الاحتفال كل ما فيه معصية له صلى الله عليه وسلم ، . فليتب أولئك من هذه الخرافات والخزعبلات قبل أن يحل بهم هادم اللذات ، وهم غرقى في الذنوب والشهوات ، ثم بعد ذلك لا تنفع الآهات والويلات .


2ـ ذبح ذبائح في مثل هذه الموالد والأعياد المزيفة ولا شك ولا ريب أن الذبح لغير الله شرك قال صلى الله عليه وسلم ، : { لعن الله من ذبح لغير الله } (مسلم ) ، واللعن : هو الطرد والإبعاد من رحمة الله عز وجل ، وإن الله عز وجل قد أمر بأن يكون الذبح له سبحانه ، في قوله تعالى : [ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ] " الأنعام 162، 163 " وقال تعالى : [ فصل لربك وانحر ] " الكوثر 2 "


فالذبح لغير الله في الأضرحة والقبور وغيرها شرك أكبر ومن فعل ذلك فهو ملعون لما جاء في الحديث السابق ، وحكم هذه الذبائح حكم الميتة ولو ذكر اسم الله عليها ، لأنها لم تكن لله عز وجل .


3ـ ضرب الدفوف والطبول واستعمال الأغاني والمعازف والله جل وعلا قد حرم المعازف والغناء المصحوب معها سواءً كان ما جناً أم لا ، قال تعالى : [ ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين ] " لقمان 6 " وقد أقسم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الصحابي المعروف عن المقصود بلهو الحديث ، فقال : { والله الذي لا إله إلا هو إنه الغناء } . وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم ، : { ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعزف } ( البخاري ) ، إنه والله لأمر تأسف له النفوس ، وتضيق له القلوب ممن لا ينطبق عملهم على قولهم ، بل عملهم يكذب قولهم ولا يصدقه يقولون نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونحتفل بمولده ، ثم في ذات الوقت يعصونه ولا يطيعونه يرتكبون ما نهى عنه ، ويجتنبون ما أمر به فأي حب هذا ؟ وأي اتباع له صلى الله عليه وسلم ، الذي يدعيه أولئك المبتدعة ؟


4ـ شرب الخمور والمسكرات والدخان والفات ، وغير ذلك من المشروبات المحرمات .


والله تعالى حذرهم ونهاهم عنها ، فقال جل وعلا : [ يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العدواة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ] ، ثم ختم الله عز وجل هذه الآيات بالآية الدالة على طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، لأن في طاعتهما الفلاح والنجاح ، وفي معصيتهما الخسران والحرمان ، فقال تعالى : [ وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين ] " المائدة 90،91 ،92" .


5ـ يعتقد من يحتفل بالمولد النبوي أن الرسول صلى الله عليه وسلم ، يحضر المولد ، ولهذا يقومون له محيين ومرحبين ، وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم ، لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة ، ولا يتصل بأحد من الناس ، ولا يحضر اجتماعهم ، بل هو مقيم في قبره ولا يخرج إلى يوم القيامة وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة كما قال تعالى :[ ثم إنكم بعد ذلك لميتون * ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ] " المؤمنون 15 ،16 " وقال عليه الصلاة والسلام : { أنا أول من ينشق عنه القبر يوم القيامة ، وأنا أول شافع وأول مشفع } ( مسلم ) .


فهذا قول الله تعالى يقول عن نبيه صلى الله عليه وسلم ، : [ إنك ميت وإنهم ميتون ] " الزمر " فلا إله إلا الله ـ أين عقول أولئك الناس عن قول الله عز وجل ، وقول نبيه صلى الله عليه وسلم ، .


6ـ ما يحدث في هذه الموالد من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، أو الغلو فيه والتوسل به أو الغلو في الأولياء ، وهذا هو الشرك الأكبر المحبط للأعمال والمدخل للنيران ـ أعاذنا الله من ذلك ـ فيحصل فيها دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، والاستعانة والاستغاثة به ، أو طلب المدد منه عليه الصلاة والسلام ، واعتقاد أنه يعلم الغيب ، ونحو ذلك من الأمور الكفرية التي يفعلها الكثير من الناس حين احتفالهم بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ، أو غيره ممن يسمونهم بالأولياء .


وإن الله تعالى قدم حرم الدعاء لغيره سبحانه ، فالدعاء حق من حقوقه تعالى فلا يُصرف إلا لله ، قال تعالى : [ وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً ] " الجن 18 " وقال تعالى : [ إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين ] " الأعراف 194" ، وإلى أصحاب العقول والأفهام هذه الآية التي تبطل كل المزاعم من أن الأموات يسمعون دعاء الغير ، هذه الآية قاطعة وجازمة بأن الميت لا يسمع ولا ينفع ولا يضر ، قال تعالى : [ والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير * إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ] " فاطر 13 ـ 14 " ، فمن دعا غير الله عز وجل بجلب نفع أو دفع ضر أو غير ذلك فقد أشرك بالله شركاً أكبر مخرجاً من الملة ، فلا يُدعى إلا الله عز وجل لأنه سبحانه بيده دفع الضر وكشفه وإسباغ النعمة وإفاضة الخير على عباده وغير ذلك من الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله .


وقال جل وعلا : [ ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ] " الأحقاف 5-6 " ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ، لابن عباس رضي الله عنهما : { إذا سألت فسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله } ( الترمذي ) .


فلا يسأل الإنسان إلا ربه ، ولا يستعين إلا به ، فهو سبحانه الذي يستطيع النفع والضر وبيده خزائن كل شيء ، لذلك قال تعالى : { وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ] " غافر 60" ، وقال تعالى : [ قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلاً ] " الإسراء 56" .


ولو كان أولئك الأموات يملكون نفعاً أو ضراً لنفعوا أنفسهم ولما ما توا ، ولدفعوا عن أنفسهم الموت وما يحصل بهم من ضر ، فكيف ينفعون غيرهم أو يضرونهم ـ فعجباً !! لأولئك الناس الذين تركوا عقولهم سلعة رخيصة يلعب بها شياطين الإنس والجن ، حتى ضلوا عن جادة الصواب ، فعبدوا العباد ، بدلاً من أن يعبدوا رب العباد ، واتجهوا إلى عبادة القبور والأضرحة التي لا تنفع ولا تضر فما هي إلا كومة من تراب ولو قدر الله عز وجل وبعث أحد أولئك الأموات ، ووجد الناس رجالاً ونساءً جماعات وفرادى يطوفون حول قبره ويتبركون به ويطلبون المدد منه ويذبحون تقرباً إليه ، والله لما وسعه إلا أن يدعوهم إلى عبادة الله ولبين لهم أنه إنسان مثلهم لا ينفع ولا يضر وإلا لنفع نفسه قبل ذلك ، ولو وجدهم على حالهم هذه لسخر منهم واستهزأ بهم ولتبرأ إلى الله مما يفعلون ، فالله عز وجل أنعم عليهم بنعم شتى ، فوهبهم العقل والسمع والبصر ، ومع ذلك فنهم كالأنعام بل هم أضل سبيلا ، يعرفون الباطل فلا يجتنبونه ، ويعرفون الحق فلا يتبعونه وقد قال لهم ربهم : [ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ] " الذاريات 56 " .


وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : { من مات وهو يدعو لله نداً دخل النار } ( أحمد والبخاري ) ، وفي رواية مسلم : { من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة ، ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار } .


وقد نهى صلى الله عليه وسلم ، عن تعظيمه فقال : { لا تعظموني كما يعظم الأعاجم بعضها بعضا } ( مسلم وأبو داود وابن ماجة ) ، وقال صلى الله عليه وسلم ، : { لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد } ( في الصحيحين ) ، قالت عائشة رضي الله عنها : {يحذر ما صنعوا ولولا ذلك لأبرز قبره ولكن خشي أن يتخذ مسجداً } . وقال عليه الصلاة والسلام : { ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنها كم عن ذلك } ( مسلم ) ، وفي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم ، : { لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها } . وروى أهل السنن عن بن عباس رضي الله عنهما قال : { لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج } ، وذكرت أم سلمة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور ، فقال : { أولئك إذا مات فيهم الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله } ( البخاري ومسلم ) .


وقال صلى الله عليه وسلم ، : { ولا تجعلوا قبري عيداً } ( أبو داود ) وروى مالك في الموطأ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : { اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد ، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد } وقال صلى الله عليه وسلم ، : { لا تطروني كما أطرت النصارى بن مريم ، إنما أنا عبد ، فقولوا عبد الله ورسوله } ( البخاري ) .


فيحرم الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم ، أو التوسل به أو دعاؤه أو طلب المدد منه صلى الله عليه وسلم ، فهو ميت وقد قال تعالى : [ إنك ميت وإنهم ميتون } " الزمر30 " وقال تعالى : [ وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفأين مت فهم الخالدون ] " الأنبياء34 " ، فإذا كان هذا يحرم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فغيره من باب أولى ، لأنهم لا ينفعون ولا يضرون فيحرم الطواف حول قبور أولئك الأموات ويحرم الذبح عندها أو التقريب لها ، أو طلب المدد منها أو التبرك بها والتمسح بها أو غير ذلك من الأمور المحرمة ، فكل من فعل ذلك فهو داخل في قوله تعالى : [ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ] " النساء 116 " وقوله تعالى : [ وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً ] " الفرقان 23" ، وقوله تعالى : [ الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ] " الكهف 104" ، لأنهم خالفوا ما خلقوا من أجله وهو عبادة الله وحده لا شريك له .


فاجتماع الناس لإحياء ليلة المولد وقراءة قصته صلى الله عليه وسلم ، بدعة محدثة منكرة في دين الله عز وجل ، ومن أباطيلهم وكذبهم أن النبي صلى الله عليه وسلم ، يحضر هذه المجالس ، فالنبي صلى الله عليه وسلم ، قد توفي وغسل وكفن وصلي عليه صلاة الجنازة ودفن كغيره ، وهو أول من يبعث يوم القيامة من قبره .


ومن البدع المنكرة التي يجب إنكارها ، الاحتفال بالنصف من شعبان ، وعيد الميلاد ، وبلوغ الشخص 21سنة وعيد الأم وغير ذلك من البدع التي أحدثها أعداء الله ليشوشوا على المسلمين عقيدتهم ويبعدوهم عن دينهم فيقعوا فريسة لأهواء الأعداء ، فأين أفئدتهم وأبصارهم .



رابعاً : ليلة الإسراء والمعراج :

الإسراء والمعراج من معجزات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، التي أعجزت أعداء الله في كل وقت وكل حين وقد اختلف العلماء رحمهم الله تعالى متى كانا :

فقيل أنها ليلة الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول ولم تعين السنة ، وقيل أنها قبل الهجرة بسنة ، فتكون في ربيع الأول ، ولم تعين الليلة ، وقيل قبل الهجرة بستة عشر شهراً ، فتكون في ذي القعدة ، وقيل قبل الهجرة بثلاث سنين ، وقيل بخمس ، وقيل : بست .

والذي عليه أئمة النقل أن الإسراء كان مرة واحدة بمكة بعد البعثة وقبل الهجرة. واختلفوا ، هل كان الإسراء ببدنه عليه الصلاة السلام وروحه ، أم بروحه فقط ، والذي عليه أكثر العلماء أنه أسري ببدنه وروحه يقظة لا ضحىً لان قريش أكبرته وأنكرته ، ولو كان مناماً لم تنكره لأنها لا تنكر المنامات . قال تعالى :[ سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ] " الإسراء 1 "

وماذا حدث في الإسراء والمعراج ؟

ذكر بن كثير في تفسيره لسورة الإسراء ، عند قوله تعالى [ سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ] " الإسراء 1 "

يمجد تعالى نفسه ، ويعظم شأنه لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه ، فلا إله غيره ولا رب سواه (( الذي أسرى بعبده )) يعني محمداً صلى الله عليه وسلم ، (( ليلاً )) أي من الليل (( من المسجد الحرام )) وهو مسجد مكة (( إلى المسجد الأقصى )) وهو بيت المقدس الذي بالقدس مصدق الأنبياء من لدن إبراهيم عليه السلام ، ولهذا جُمعوا له هناك فأمهم في محلتهم ودارهم ن فدل على أنه هو الإمام الأعظم والرئيس المقدم صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين . وقوله (( الذي باركنا حوله )) أي في الزروع والثمار (( لنريه )) أي محمداً (( من آياتنا )) أي العظام كما قال تعالى : (( لقد رأى من آيات ربه الكبرى )) ] . وذكر البخاري رحمه الله في صحيحه حديث المعراج ، قال : حدثنا هُدبة بن خالد حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم ، حدثهم ليلة أسري به قال : { بينما أنا في الحطيم ـ وربما قال في الحجر ـ مضطجعاً ، إذ أتاني آت فقدَّ ـ قال : وسمعته يقول : فشقَّ ـ ما بين هذه إلى هذه } فقلت للجارود وهو إلى جنبي ما بعيني به ؟ قال : من ثغرة نحره إلى شعرته ـ وسمعته يقول من قصته إلى شعرته ـ (( فاستخرج قلبي ، ثم أُتيت بطست من ذهب مملوءَ ة إياناً ، ففُل قلبي ، ثم حُشي ثم أُعيد ، ثم أُتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض )) فقال الجارود : هو البُراق يا أبا حمزه ؟ قال أنس : نعم ـ يضع خطوة عند أقصى طرْفه ، فحملت عليه ، فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح ، فقيل : من هذا ؟ قال جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال : محمد .قيل : وقد أرسل إليه قال : نعم . قيل مرحباً به ، فنعم المجيء جاء ففتح : فلما خلصت فإذا فيها آدم ، فقال هذا أبوك آدم ، فسلم عليه . فسلمت عليه ، فرد السلام ، ثم قال : مرحباً بالإبن الصالح والنبي الصالح . ثم صعد حتى أتى السماء الثانية فاستفتح . قيل من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم . قيل : مرحباً به ، فنعم المجيء جاء . ففتح . فلما خلصت إذا يحيى وعيسى وهما ابنا خالة ، قال : هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما ، فسلمت ، فردا ، ثم قالا : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح . ثم صعد إلى السماء الثالثة فاستفتح . قيل من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم . قيل : مرحباً به ، فنعم المجيء جاء . ففتح . فلما خلصت إذا يوسف ، قال : هذا يوسف فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد ثم قال مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح . ثم صعد إلى السماء الرابعة فاستفتح . قيل من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم . قيل : مرحباً به ، فنعم المجيء جاء . ففتح . فلما خلصت فإذا إدريس ، قال : هذا إدريس فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد ثم قال مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح . ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح . قيل من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد صلى الله عليه وسلم ، . قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم . قيل : مرحباً به ، فنعم المجيء جاء . ففتح . فلما خلصت فإذا هارون ، قال : هذا هارون فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد ثم قال ، مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح . ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة فاستفتح . قيل من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم . قيل : مرحباً به ، فنعم المجيء جاء . ففتح . فلما خلصت فإذا موسى ، قال : هذا موسى فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد ثم قال ، مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح . فلما تجاوزت بكى ، قيل له ما يبكيك ؟ قال : أبكي لأن غلاماً بُعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي . ثم صعد بي إلى السماء السابعة فاستفتح . قيل من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم . قيل : مرحباً به ، فنعم المجيء جاء . ففتح . فلما خلصت فإذا إبراهيم ، قال : هذا إبراهيم فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد ثم قال ، مرحباً بالإبن الصالح والنبي الصالح . ثم رفعت لي سدرة المنتهى . فإذا نبقها مثل قلال هَجَر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة ، قال : هذه سدرة المنتهى ، وإذا أربعة أنهار : نهران بأطنان ، ونهران ظاهران ، فقلت : ما هذان يا جبريل ؟ قال : أما الباطنان فنهران في الجنة ، وأما الظاهران ، فالنيل والفرات . ثم رُفع لي البيت المعمور . ثم أُتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل ، فأخذت اللبن ، فقال : هي الفطرة التي أُتيت عليها وأمتك . ثم فرضت علي الصلاة خمسين صلاة كل يوم . فرجعت فمررت على موسى ، فقال : بما أمرت ؟ قال : أمرت بخمسين صلاة كل يوم ، قال : إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم ، وإني والله قد جربت الناس قبلك ، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك ، فرجعت ، فوضع عني عشراً ، فرجعت إلى موسى ، فقال مثله . فرجعت فوضع عنى عشراً ، فرجعت إلى موسى ، فقال مثله . فرجعت فوضع عنى عشراً ، فرجعت إلى موسى ، فقال مثله . فرجعت فوضع عنى عشراً ، فرجعت إلى موسى فقال مثله . فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم ، فرجعت فقال مثله . فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم ، فرجعت إلى موسى فقال : بما أمرت ؟ قلت : بخمس صلوات كل يوم . قال : إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم ، وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة . فأرجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك . قال : سألت ربي حتى استحييت ولكن أرضى وأسلم . قال : فلما جاوزت ناداني منادٍ : أمضيت فريضتي ، وخففت عن عبادي )) كان ذلك هو حديث الإسراء والمعراج ، وكان قبل الهجرة وبعد البعثة النبوية للنبي صلى الله عليه وسلم ، ، ومن قبل الهجرة إلى وفاته صلى الله عليه وسلم ، لم يحتفل مطلقاً بليلة الإسراء والمعراج ولم يأمر به من بعد من الخلفاء ولم يحتفل الخلفاء الراشدون وممن بعدهم بتلك الليلة وهم خير القرون على الإطلاق ـ فلا إله الله ـ كيف ابتدع الناس اليوم بدعة عجيبة في دين الله ؟ كيف سمح أناس لأنفسهم بأن يشرَّعوا في دين الله ما لم يأذن بالله ؟ فتحوا على المسلمين أبواباً للشر كانت مغلقة فهم كما قال صلى الله عليه وسلم ، : { إن من الناس مفاتيح للخير ، مغاليق للشر ، وإن من الناس مفاتيح للشر ، مغاليق للخير ، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح للخير على يديه ، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه } ( السلسة الصحيحة ) . فمن شرع للناس زيادة في الدين ، أو سن لهم سنة سيئة أو دعاهم إلى ضلالة فهو آثم وله الويل بإذن الله تعالى ، وعليه وزر هذه الضلالة والبدعة إلى يوم القيامة ويحمل من خطايا أولئك الناس الذين دعاهم وأضلهم إلى تلك الضلالات والخرافات والاحتفالات الوهمية التي لا يقرها دين ولا عقل . والليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج ، لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها في شهر معين ، كما أشرنا إلى ذلك سابقاً وكل ما ورد في تعيينها غير ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولله الحكمة البالغة في أن ينسي الناس هذه الليلة . ثم لو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات ، ولم يجزلهم أن يحتفلوا بها ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه رضي الله عنهم لم يحتفلوا بها ولم يخصوها بشيء ولو كان الاحتفال بها أمراً مشروعاً لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم ، للأمة ، إما بالقول وإما بالفعل وإما بالإقرار ، ولو وقع شئ من ذلك لعرف واشتهر ، ولنقله الصحابة رضى الله عنهم إلينا ، فقد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم ، كل شئ تحتاجه الأمة ولم يفرطوا في شئ من الدين ، بل هم السابقون إلى كل خير فلو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعاً لكانوا أسبق الناس إليه ، والنبي صلى الله عليه وسلم ، أنصح الناس ، وقد بلغ البلاغ المبين ، ولم يترك طريقاً يوصل إلى الجنة ، ويباعد من النار إلا بينه للأمة ، كما قال صلى الله عليه وسلم ، : { ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم شر ما يعلمه لهم } ( مسلم ) وقال تعالى : [ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر وذكر الله كثيراً ] " الأحزاب 21" وقال تعالى : [ والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم ] " التوبة 100 " .

وقال صلى الله عليه وسلم ، : { إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين } . فلو كان تعظيم هذه الليلة والاحتفال بها من دين الله لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يكتمه ، فلما لم يقع شئ من ذلك ، عُلم أن الاحتفال بهذه الليلة ـ ليلة الإسراء والمعراج ـ وتعظيمها ليس من الإسلام في شئ فهي بدعة منكرة في دين الله عز وجل ما أنزل الله بها من سلطان ، ولم يأذن بها الله تعالى ، فقد أكمل الله تعالى الدين وأتم النعمة على عباده : [ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ] " المائدة 3 " ، وقال تعالى : [ أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم } " الشورى 21 ".

وقال صلى الله عليه وسلم ، : { من أحدث في أمرن هذا ما ليس منه فهو رد } ( متفق عليه ) ، وقال عليه الصلاة والسلام : { من عمل عملاً ليس عليه أمرن فهو رد } ( مسلم ) وفي صحيح مسلم ، قال صلى الله عليه وسلم ، في خطبة الجمعة : { أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، ، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة } وزاد النسائي بسند جيد : { وكل ضلالة في النار } . وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه أنه قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون ، فقلنا : يا رسول الله كأنها موعظة مودع ، فأوصنا : { أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ، وإن تأمر عليكم عبد ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة } ( أحمد وغيره ) .

فلقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ، وأصحابه والسلف الصالح التحذير من البدع ، والترهيب منها ، وذلك لأنها زيادة في دين الله عز وجل ، وفي البدع تشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى في زيادتهم وابتداعهم في دينهم زيادة لم يأذن بها الله ، ففي ذلك من الفساد العظيم والمنكر الشنيع ما لا يعلم إلا به الله .

وفي تلك البدع والاحتفالات مصادفة لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، .



المؤلف من يرجو فضل ربه وعفوه
يحيى بن موسى الزهراني
إمام الجامع الكبير بتبوك
والكاتب بموقع زاد المعاد
لمراسلة الشيخ على أميل مشرف موقع زاد المعاد
تم النشر بواسطة موقع زاد المعاد الذي سيفتتح قريبا
ترقبو الموقع قريبا إن شاء الله
www.zadalmaad.com
www.zadalmaad.ws
shsh909@hotmail.com
المشرف العام اخوكم محبكم في الله
ابو يزيد شايم العنزي
الافتتاح التجريبي تقريبا15/11/1425هـ دعواتكم


Admin
Admin
Admin

عدد المساهمات : 281
تاريخ التسجيل : 26/09/2012
العمر : 52

https://nm1771971.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى